التاريخ الإسلامي لم يخل التاريخ الإسلامي طيلة فترته التاريخيّة السابقة والحاليّة من وُجود أعداء يتربّثون لهُ ويُحاولون إظهاره بغير المظهر الصحيح والوجه الحقيقيّ، وقد تنافست في ذلك أقلام الحاقدين والمُستشرقين الذين لهُم غايات للطعن في نزاهة الإسلام وتاريخه المُضيء، فصوّروا حُكّام المُسلمين عبر فترات الخلافة السابقة بأنّهُم أصحاب لهو ومُجون وسعيٍ نحوَ الغناء والطرب، كما فعلوا في ذلك مع الخليفة هارون الرشيد الذي كانت رُقعةُ العالم الإسلاميّ على زمانه من أوسع البُلدان وأكثرها تطوّراً عبر ذلك الوقت.
كيفَ لرجلٍ كما يزعمون بهذا اللهو أن يَحكمَ بلاداً مُترامية الأطراف واسعة الاختصاص ولكنّهُ التجنّي على التاريخ الإسلاميّ ورُموزه. في هذا المقال سنوجّه بوصلةَ القارىء نحوَ أفضلَ الكُتُب التي سطّرَت تاريخ العالم الإسلاميّ بكلّ حياديّة وإنصاف دون تشويه أو تغيير للحقائق؛ فالعُلماء المُسلمون الذين كتبوا التاريخ الإسلاميّ اشتهروا بالموضوعيّة والحياد في نقل أحداث التاريخ كما هيَ مُسندةً بأسلوب الرّواية.
أفضل كُتُب التاريخ الإسلاميّ قديماً من أفضل الكُتُب التي تناولت التاريخ الإسلاميّ وتُعتبر من أمّهات الكُتب هي الكُتُب التي صُنّفت قديماً؛ بحيث يرجع إليها الكثير من الباحثين اليوم، ولعلّ من أبرزها على سبيل المِثال لا الحصر ما يلي:
- كتاب البداية والنهاية للحافظ أبو الفِداء إسماعيل بن كثير: وهوَ كتاب يتناول أحداث التاريخ منذ بدء الخلق وقصص الأنبياء جميعاً، والسيرة النبويّة التي هيَ من أعظم اجزاء التاريخ الإسلاميّ، ثُمّ بعد ذلك يتحدّث عن بقيّة الفترة التاريخيّة وحتّى زمان المؤلّف ابن كثير رحمهُ الله تعالى.
- كتاب تاريخ الرُسُل والملوك للطبريّ: وهَو يتناول أحداث التاريخ كالتي ذكرناها سابقاً في كتاب البداية والنهاية.
- كِتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: وهوَ أيضاً من أبرز الكُتُب التاريخيّة التي تناولت أحداث التاريخ ما قبل البعثة وحتى زمان المؤلّف رحمهُ الله.
- كِتاب سير أعلام النُبلاء للحافظ الذهبيّ: وهوَ كتاب يعتبرهُ العُلماء مرجعاً في السِيَر ودراسة تاريخ الرجال والأحداث التاريخيّة التي مرّوا بها، وهوَ رحمهُ الله تعالى من أعلام العُلماء الذين اهتمّوا بما يُعرف بتراجُم الرجال.
أفضل كُتب التاريخ الإسلاميّ المُعاصرة برزَت في هذا العصر الحديث العديد من الكُتّاب الذينَ سطّروا صفحات التاريخ بإنصافٍ وعنايةٍ وعلى منهج النقل والتثبّت التاريخيّ الذي كانَ عليهِ الأوّلون، ونذكر أدناه بعضَ أبرز العناوين والمؤلّفات الحديثة في التاريخ الإسلاميّ:
- سلسلة التاريخ الإسلاميّ لمحمود شاكر: حيث تقع هذهِ السلسلة ضِمن 22 جزءاً تتناول كافّة أحداث التاريخ الإسلاميّ حتى وقتنا المُعاصر.
- مؤلّفات الدُكتور راغب السرجاني؛ كالموسوعة المُيسّرة في التاريخ الإسلاميّ الذي قدّمَ لها، وكذلك قصّة الأندلس من الفتح إلى السقوك وغيرها.
- مؤلّفات الدُكتور علي محمد الصلّابي: وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الكُتُب التي عُنيت بالتاريخ الإسلاميّ والشخصيّات الإسلاميّة البارزة، ونذكر من هذهِ الكُتُب الخُلفاء الراشدين على شكل أجزاء مُنفصلة لكلّ صحابي على حِدة، وكذلك الدولة الأمويّة والعباسيّة ودولة المرابطين ودولة السلاجقة والدولة العُثمانيّة وسلسلة الحُروب الصليبيّة، وغيرها الكثير من الكُتُب التاريخيّة المُنصفة.