نبي الأمّة شرّف الله تعالى هذه الأمّة بأن بعث فيها نبيًّا منها يتلوا على النّاس آيات القرآن الكريم ويعلّمهم الكتاب والحكمة، ويزكّي نفوسهم ويرتقي بها لتتخلّص من أدران الرّذيلة، وتسمو في علياء الفضيلة والأخلاق، وقد ترك النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام هذه الأمّة ملتحقًا بالرّفيق الأعلى بعد أن أدّى الأمانة، ونصح الأمّة وتركها على طريقٍ أبيض مستقيم، لا اعوجاج فيه أو نقصان، والعالم الإسلامي إذ يفتقد النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام ويحزن المتّقون على فوات رؤيته ليعزّون أنفسهم أنّ بين أيديهم سيرته العطرة التي يقرؤونها ليلًا ونهارًا، وأنّ صلاتهم عليه تصله أينما كانت تلك الصّلاة، بل لا يسلم أحدٌ من المسلمين عليه إلا ردّ الله تعالى روحه الطّاهرة إلى جسده الطّاهر لترد السّلام، فما هو فضل الصّلاة على النّبي الكريم وآله؟
فوائد الصّلاة على النّبي - الصلاة على النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام هي استجابةٌ لأمر الله تعالى، كما أنّ فيها موافقة لله تعالى وملائكته في ذلك، قال تعالى (إنّ الله وملائكته يصلّون على الّنبي، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما ).
- الصّلاة على النّبي هي سببٌ لإزالة الهمّ وغفران الذّنوب، فقد أتى رجلٌ إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام قائلًا إنّي لأكثر الصّلاة عليك يا رسول الله، فكم أجعل لك من صلاتي، قال: الرّبع؟ فظلّ النّبي يقول له ما شئت وإن زدت كان خيراً لك حتّى قال الرّجل: إذًا أجعل لك صلاتي كلّها يا رسول الله، فقال له النّبي: إذا يكفى همّك ويغفر ذنبك.
- الصّلاة على النّبي عليه الصّلاة والسّلام هي من علامات الكرم والعطاء والجود، بينما يكون الإقلال منها علامة على البخل والشّح، ففي الحديث: (البخيل الذي من إذا ذكرت عنده لم يصلّ عليّ ).
- أنّ الصّلاة على النّبي الكريم يكون في مقابلها أن يصلي الله تعالى على العبد عشرًا، كما أنّها تكفّر عشر خطايا وترفع المسلم عشر درجات.
- أنّ الصّلاة على النّبي الكريم هي بركةٌ للمصلّي؛ لأنّها ثناء عليه في الملأ الأعلى، كما أنّ المجالس التي يقعد فيها النّاس فلا يُذكر فيها الله تعالى ولا يُصلّى على نبيه الكريم إلا كانت ترةً على أصحابها.
- أنّ كلّ كلامٍ لا يبدأ فيه بذكر الله تعالى والصّلاة على نبيّه هو كلامٌ ناقصٌ مبتور.
- أمّا الصّلاة على آل النّبي فهي بلا شكّ لها حسناتها، فهم ذريّته الطّاهره ونسله الشّريف، وفي التّشهد الأخير في صلاة المسلم تعتبر الصّلاة على النّبي وآله ركنًا من أركان الصّلاة، وهذا يدلّ على فضلها وأهميّتها.