عيد الاستقلال الكويتي

الكويت واحدةٌ من الدول العربية التي تقع في الركن الشماليّ الغربيّ من الخليج العربيّ، يحدّها من الشمال والغرب الجمهوريّة العربيّة العراقيّة، ومن الجنوب المملكة العربية السعوديّة، ومن الشرق الخليج العربيّ، تتميّز أرض الكويت ببساطة تضاريسها، إذ إنّها عبارةٌ عن صحراء مموجةً، وتعتبر العاصمة الكويت من أكبر المدن الكويتيّة من حيث عدد السكان.

يعتبر يوم التاسع عشر من شهر يونيو من عام 1961م التاريخ الحقيقيّ لاستقلال دولة الكويت عن بريطانيا؛ ففي هذا اليوم وقّع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح وثيقة الاستقلال مع المندوب السامي البريطانيّ تعترف بها الحكومة البريطانيّة باستقلال البلاد، وبدأت الكويت احتفالها بعيدها الوطني بهذا اليوم، ولكن هذا التاريخ من السنة يكون في وقتٍ تكون درجات الحرارة فيه في ذروتها، فتمّ الاتفاق في عام 1964م على تغيير هذا اليوم، ودمجه مع مناسبةٍ وطنيّةٍ أخرى؛ وهي ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح على عرش الإمارة، والذي يصادف يوم 25 فبراير، ففي هذا اليوم من كل عامٍ تتزيّن الأرض الكويتيّة بمظاهر الزينة والفرح احتفالاً بمناسبتين عزيزتين على قلب كل مواطنٍ.

تبدأ مظاهر الاحتفال بتزيين الشوارع والمباني العامة بالأعلام الوطنيّة، وبالاضاءة متعدّدة الألوان، فتظهر العاصمة الكويت بحلة جديدة تُذكِّر الشعب الكويتيّ بأنّ الاستقلال شيء عظيم، فكل البلاد تستعد للاحتفال بهذه المناسبات إذ تحتفل الكويت بمناسبة أخرى، وهي التحرُّرمن الاحتلال العراقي.

يكون الاحتفال الرسميّ للبلاد برعاية الأمير، وبحضور كبار موظفي الدولة وأركانها، والشخصيات الوطنية، والهيئات الشعبية، ويبدأ بقراءة آياتٍ من القرآن الكريم، ثمّ السلام الأميريّ، وبعدها تُلقى الكلمات التي تُعبّر عن الحب والإخلاص للبلد والقيادة، ويتفضل سمو الأمير بإلقاء كلمةٍ توجيهيةٍ يُعبر بها عن سعادته بالإنجازات، ويؤكد على ضرورة العمل أكثر لتوفير الرفاه للشعب الكويتيّ، كما تلقى القصائد والأشعار التي تعبّر عن الإخلاص للقائد، وحب الوطن، وتمتدح الإنجازات التي تحققت، ثمّ تستعرض بعض الوحدات العسكرية على أنغام عزف موسيقى الجيش الكويتي أمام الحضور، وتُقيم بعض الفِرَق الشعبية مسرحياتٍ تُعبر عن أصالة الشعب الكويتيّ، كما يُقدم الأمير الأوسمة والجوائز تكريماً لبعض الشخصيات الوطنية، وتقديراً لجهودهم في خدمة بلادهم، وخلال الاحتفال تجوب السماء تشكيلاتٌ من سلاح الجوّ الكويتيّ.

لا تقتصر مظاهر الاحتفال بهذه الأعياد على العاصمة فقط، بل تستمر الاحتفالات في باقي المدن الكويتية لمدةٍ أكثر من عشرة أيامٍ، يُعبر الشعب الكويتي فيها عن حبه لبلده الكويت، وتأييده المطلق لنظامه السياسيّ الذي استطاع أن يوفر كل وسائل الراحة والرفاهية لشعبه.