النّجاح
كلّنا نسعى إلى تحقيق النجاح في الحياة، سواء على الصعيد المهنيّ، أو العائليّ، أو العاطفيّ، أو حتى على الصعيد الاجتماعيّ، لكن ليس كل من أراد النجاح يستطيع أن يدركه، فتحقيق النجاح ليس بالأمر السهل، ويتطلب منّا الصبر والعمل والتضحية والأخذ بكل الأسباب التي تضمن تحقيقه واستمراره، وسنحاول أن نوضح هنا بعض الأسباب والعوامل التي يتوجب علينا الأخذ بها حتى نحقق النجاح ونظفر به.
عوامل النجاح في الحياة
- في البداية وقبل القيام بأيِّ عملٍ لا بد من التوكل على الله تعالى، والاستعانة به، والتسليم لقضائه وأحكامه، فالله سبحانه وتعالى هو المُوفِق والمُيسِّر لأسباب النجاح، وكل عملٍ لا يتوكلُ المرء فيه على الله تعالى ولا يخلص النيّة فيه لله وحده فهو عملٌ أبترٌ، لن يحصد المرء من ورائه خيراً ولا توفيقاً.
- ينبغي أيضاً على المرء أن يملأ قلبه بتقوى الله تعالى ومخافته، والابتعاد عن كل ما يُغضبه ويثير سخطه، فمن أعظم أسباب انقطاع الرزق وقلّة التوفيق كثرة الذنوب والمعاصي، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ".
- على المرء أن يكون طموحاً وأن يرسم لنفسه الأحلام والأهداف التي يريد تحقيقها، فيجب على الإنسان أن يحدد هدفه وطريقه في الحياة ثم أن يحاول امتلاك المهارات والخبرات التي تعينه على تحقيق هذا الهدف، وهذه المهارت يمكن اكتسابها بالعلم والمعرفة والإحاطة بكل ما يتعلّق بهذا الحلم وطرق الوصول إليه.
- لا بدّ من التخطيط للعمل الذي نريد القيام به، وتنظيم أمورنا وخطواتنا، فالإقبال على الأمور من غير تفكيرٍ وحسن إدارة ٍمن شأنه أن يُضَيِّع الجهد المبذول وأن يُعيق سير الأمور، ولا بدّ أيضا من إنجاز الأعمال المخطط لها وعدم تأجيلها والمثابرة على العمل من دون كللٍ أو مللٍ.
- على المرء أن لا يخشى الفشل، وأن لا يخاف الخطأ، فمن لا يخطئ لا يتعلم ولا يكتسب خبراتٍ جديدةٍ، ومن النادر أن نجد شخصاً ناجحاً لم يخطئ ولم يفشل ولو لمرةٍ واحدةٍ في حياته، بل إنّ أغلب الناجحين كان الفشل مدرستهم التي تعلموا منها الدروس والعبر، وأخذوا منها الدافع للعمل والسعي والنجاح.
- من أهم أسباب النجاح واستمراره هو عدم الوقوع في الغرور، فالغرور والتعالي هما أولى خطوات السقوط والفشل، فمهما بلغ الإنسان من درجات المجد والنجاح لا بدّ له من أن يبقى على يقينٍ بأنّه فقيرٌ لا حولٌ له ولا قوّةٌ لولا فضل الله عليه وتوفيقه له، فعليه أن يلزمَ شكرَ الله تعالى والتواضعَ له حتى يُديمَ عليه نعمتَه ويحفظَ له نجاحَه.