عدم الثقة في الناس

عدم الثقة في الناس

الثّقةُ

الثّقةُ هي أساس العلاقات، وهي بمثابة الحجر الأساسي لنجاحها، فمن دونها، يصعب عليك التّصرّف على طبيعتك وسجيتك مع الآخرين، وتجد صعوبةً في التّعامل معهم، وربّما تكتم الكثير في داخلك، فمهما كانت نوع العلاقة، سواء علاقة صداقة، أو علاقة زواج، أو علاقة زمالة، تبقى الثّقة هي العنصر الأساسي لبنائها، ومن دونها، تتهاوى العلاقة وتفشل، وعلى الأغلب تتّجه إلى النّهاية، ولعدم ثقتك بالآخرين أسباب، يمكن علاجها إذا عُرفت، سنذكرها لك في هذا المقال.

أسباب عدم الثّقة بالنّاس

قد تستاء من فكرة عدم ثقتك بالآخرين، الأمر الّذي يعيقك من عيش حياةٍ طبيعيّة، وبناء علاقاتٍ قويّةٍ مع الآخرين، وقد يكون ذلك لسببٍ من الأسباب التّالية:

  • عدم ميلك إلى الثّقة بالآخرين: تعتمد قابليّتنا وميولنا للثّقة بالآخرين على عوامل عديدة، منها شخصيّتنا، أو طفولتنا، أو تجارب حياتنا، أو اعتقاداتنا وقيمنا، أو ثقافتنا، أو نضجنا العاطفي ووعينا، فهذه العوامل مجتمعة تؤثّر في سرعة وقابليّة ثقتنا بالآخرين، فقد تكون التّجارب الّتي مررت بها في حياتك، علّمتك أن الثّقة شيءٌ يُكتسب، ولا يُمنح، فلا تمنح الثّقة لأحدٍ إلّا أذا برهن لك أحقّيته بها بمواقفه وأفعاله، وحتّى إذا منحته إيّاها، فقد تكون مشروطةً، وذلك يمنعك من التّمتّع بجمال وكمال العلاقات الاجتماعيّة.
  • وضعك لأهدافٍ غير واقعيّة: الأهداف غير الواقعيّة، وغير الواضحة سببٌ آخر من أسباب عدم ثقتك بالآخرين، فكلّما علت الأهداف وارتفعت، كلّما كان من الصّعب أن تقابل الواقع، لذا عليك أن تتوقّع بين الحين والآخر، أن يجرحك شخصٌ عزيزٌ عليك، ويخون ثقتك، وبهذا التّصرّف تكون قد حميت نفسك من خيبةِ أملٍ كبيرة، ومن انعدام الثّقة كلّياً بالآخرين، فما من أحدٍ كامل.
  • تجارب سيّئةٍ سابقة مررت بها: إذا كنت قد مررت بعلاقةٍ سابقةٍ غير موفّقة، فأنت على الأغلب ستجد صعوبةً في منح ثقتك للآخرين مجدّداً، خوفاً من أن تُصاب بخيبةِ أملٍ ثانية، وبالتّالي تُجرح مشاعرك مجّدّداً، وخاصّةً إذا كان الشّخص الّذي جرحك في السّابق شخصٌ عزيزٌ عليك، أو كان كذلك على الأقل، فتتجنّب منح ثقتك مجدّداً، وتقطع هذا الطّريق من جذوره، لحماية نفسك وكرامتك، وربّما تؤذي مشاعر غيرك من دون وعي.

مهما كان سبب عدم ثقتك بالآخرين، وحتّى لو لم تكن تعلم السّبب الحقيقي وراء ذلك، عليك أن تدرك مدى أهميّة الثقة في بناء علاقاتٍ صحّيّة ومريحة، فهو بمثابة أكسجينٍ تتنفّسه، ومن دونه تصبح العلاقة متزعزةً وغير مرضية، لذا احرص على ترك آلام الماضي في الخلف، وافتح صفحةً جديدةً اليوم، وأعطِ غيرك فرصةً لنيل ثقتك، فليس كلّ البشر سواء.

المقالات المتعلقة بعدم الثقة في الناس