بعد هجرة النَّبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أحاط الخطر بالمسلمين من داخلها وخارجها، ووصل الأمر إلى أنّ الصَّحابة لم يكونوا يبيتون إلا ومعهم السِّلاح؛ وبسبب هذه الظُّروف الخطيرة أنزل الله تعالى الإذن بقتال قُريشٍ، حتى أصبح من الواجب على كل المسلمين القادرين على حَمل السِّلاح والقِتال، وتعدّى الإذن إلى قِتال قريشٍ وغيرها من القبائل.
غزوات الرَّسول صلى الله عليه وسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون آخذين بالحِيطة والحذر من بداية الأمر عن طريق الحِراسة والبيات بالسِّلاح؛ لعلمهم بتآمر قريش مع القبائل العربيّة واليهوديّة عليهم؛ فلمّا نزل الإذن بالقتال أخذ النّبي صلى الله عليه وسلم يُرتّب البعوث والدَّوريات العسّكريّة، وكانت على عدّة أشّكالٍ: منها الغزوة، والسَّرِيّة. الغزوة في المفهوم الإسلاميّ هي المعركة بين جيش المسلمين بقيادة النّبي صلى الله عليه وسلم وتواجده في أرض المعركة ضدّ أعداء الإسلام.
أوّل جيشٍ خرج به النَّبي صلى الله عليه وسلم بنفسه كان إلى الأبوار أو ودان في شهر صفر من السَّنة الثَّانية للهجرة، وكان معه حينها سبعون رجلاً من الصَّحابة، لكنّ لم يجدْ أحدًا؛ فكان خروجاً من غير قِتال وإنَّما انتهى بعقد ميثاق الأمان والتَّناصر مع عمرو بن مخشي الضّمري؛ فكانت هذه أوّل غزوةٍ خرج لها النَّبي صلى الله عليه وسلم.
المرّة الثَّانية التي خرج بها النّبي صلى الله عليه وسلم إلى بواط في شهر ربيع الأوّل من السَّنة الثَّانية للهجرة مع مائتيْن من المهاجرين، وأيضاً انتهت الغزوة بدون قتالٍ حيث إنّه صلى الله عليه وسلم لم يجدْ أحداً.
أمّا بداية الغزوات الفِعليّة بين الرَّسول صلى الله عليه وسلم وجيشه مع الكُفّار فكانت في غزوة بدرٍ الكبرى، أوّل غزوةٍ بين الكُفر والإيمان، في شهر رمضان من السَّنة الثَّانية للهجرة، وفيها انتصر الحقّ انتصاراً عظيماً وهُزِمت قُريش هزيمةً نكراء وقُتِل ساداتها وعلى رأسهم أبو جهلٍ مع سبعين آخرين من فرسان قريشٍ وزعمائها ووقع في الأسر سبعون آخرون.
توالت بعد غزوة بدرٍ الكبرى غزوات النّبي صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام في شبه الجزيرة العربيّة أو لردّ الاعتداء الذي يقع على المسلمين أو على من هم في حماية وعهد المسلمين من القبائل، لكن المؤرخين اختلفوا في عدد هذه الغزوات التي قادها الرَّسول صلى الله عليه وسلم بنفسه؛ فقيل بأنّ العدد تسع عشرة غزوةً، وقيل: خمسٌ وعشرون غزوةً، وقولٌ آخر بأنّها سبعٌ وعشرون، ومن هذه الغزوات بالإضافة إلى ما سبق ذِكره غزوة بني قينقاع، وغزوة أُحُد، وغزوة حمراء الأسد، وغزوة بني النَّضير، وغزوة بني قُريظة، وغزوة بني لحيان، وغزوة المريسيع، وغزوة خيبر، وغزوة ذات الرِّقاع، وغزوة حُنين، وغزوة الطَّائف، وغزوة تبوك.
المقالات المتعلقة بعدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم