لقد كان لهزيمة المشركين في غزوة بدر وقتل الكثير من أسيادهم الدافع الرئيسي لمحاولتهم إعادة تجميع صفوفهم وإعداد العدة لقلب الموازين من جديد لصالحهم، فأخبر الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنّ المشركين ينفقون الأموال الطائلة للتصدي لهم ومنع المسلمين من دخول الإسلام، كما أنّ حركة السرايا التي يقوم بها المسلمون أثرت بشكلٍ كبير على اقتصاد قريش وفرضت عليهم حصاراً اقتصادياً قوياً، هذا بالإضافة إلى تزعزع مركز قريش ومكانتها بين القبائل بعد هزيمتهم في بدر، فجميع هذه الأسباب أدت إلى نشوب معركة أحد التي سميت بذلك نسبةً إلى جبل أحد الذي وقعت الحرب بالقرب منه.
أحداث غزوة أحدتحرّك جيش المشركين في السابع من شوال من السنة الثالثة للهجرة، مصطحبين معهم النساء والعبيد حتى نزلوا ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة، فوصلت الأخبار إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريقٍ رسالةٍ بعثها عمه العباس تحمل جميع تفاصيل جيش المشركين وتحركاتهم، وكان النبي يتابع الأخبار بشكلٍ دقيق وهذه صفات القائد الناجح الذي يأخذ بالأسباب قبل التحرك، فاستشار أصحابه حول الخروج لملاقاة الجيش أو البقاء في المدينة لحمايتها، وكان رأيه عليه الصلاة والسلام البقاء في المدينة، ولكن أجمع معظم المسلمون على الخروج لملاقاة الجيش، فخرجوا في منتصف الليل حيث الهدوء ويكون جيش المشركين نائمين نظراً لشعورهم بالتعب والمشقة الشديدة.
بعد أن وصل جيش المسلمين إلى الموقع ساوى عليه الصلاة والسلام الصفوف ووزّع الأدوار على المسلمين وقسّم الجيش وفق خطةٍ محكمةٍ، وعسكر في أحد وطلب منهم عدم القتال إلّا بعد إعطائهم الأمر، وبدأت المعركة بمبارزةٍ بين علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وطلحة بن عثمان حامل لواء المشركين، فضربه علي بن أبي طالبٍ فقطع رجله فسقط وانكشفت عورته فطلب الرحمة من علي فرجع عنه، ثم كبّر رسول الله وكبّر المسلمون معه والتحم الجيشان، واستطاع جيش المسلمون الفوز في بداية المعركة ولكن مع مخالفة الرماة لأمر النبي والنزول عن الجبل وبذلك كشفوا ظهر جيش المسلمين وفي هذه الفترة التف خالد بن الوليد مع القليل من جيش المشركين حول الجبل واستطاعوا إيقاع المسلمين في شركٍ وأحاطوا بهم وأوقعوا بهم القتل فاستشهد حمزة بن عبدالمطلب وكاد الجيش يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم إلّا أنّ المسلمين لملموا صفوفهم واستبسلوا في الدفاع عنه عليه الصلاة والسلام.
عدد المشاركين والمسلمين في غزوة أحدقد كان عدد المشركين ثلاثة آلاف مقاتل، بينما وصل عدد المسلمين بعد انسحاب عبد الله بن أبي بنحو ثلث الجيش إلى سبعمئة مقاتل فيهم خمسون فارساً.
'نتائج غزوة أحدانتهت المعركة بانسحاب قريشٍ وعدم ملاحقة جيش المسلمين بعد أن تحوّلت المعركة لصالحهم، واستشهد العديد من المسلمين، وقد تعلّم المسلمون ضرورة الانصياع لأوامر النبي وعدم بيع الآخرة بالدنيا.
المقالات المتعلقة بعدد المسلمين فى غزوة احد