هو عباس بن فرناس بن ورداس، ويكنّى بأبي القاسم وهو مسلم، تعود أصوله إلى الأندلس، وهو عالم مخترع، عاصر أمويي الأندلس (الدولة الأموية)، وولد في قرية تاكرنا التابعة لرُندة إحدى بلدات منطقة أندلوسيا الواقعة في جنوب إسبانيا حالياً، واشتهر ابن فرناس في محاولته الطيران، إلى جانب اهتمامات متعددة طالت علوماً كثيرة كالنحو، والشعر، والكيمياء، والفلك، والرياضيات، والموسيقى.
حياتهنشأ العالم المسلم عباس بن فرناس في قرطبة وتلقى علومه بها، وقد برع في الفن، والموسيقى، والعزف على العود، والفلسفة، والكيمياء والفلك، وعاش في عهد الخليفة الأموي الحكم بن هشام وابنه وحفيده، وكان عبد الرحمن بن هشام قد اتخذ من بن فرناس معلّماً له ليعّلمه الفلك، وأطلق عليه أبناء عصره بـ"حكيم الأندلس".
ظهرت شدة ذكائه عندما تمكّن من فك كتاب العروض لمؤلفه الفراهيدي، وقد اتهم بالكفر والزندقة فأقيمت محاكمة له أمام الملأ في المسجد الجامع (مسجد قرطبة حالياً)، وتبيّن من خلال المحاكمة بأنّ كل ما وُجه إليه من اتهامات كانت مبالغاً بها ونابعة عن الجهل، وتم تبرئته خلال المحاكمة، وتوفي في قرطبة في أواخر عهد الخليفة الأموي عبد الرحمن بن الحكم بن مروان في عام 887 م.
أعمالهتمكن عبّاس بن فرناس من إنجاز عدة أعمال بقيت عبر التاريخ مرتبطة باسمه ارتباطاً وثيقا، وهي:
يعتبر ابن فرناس أول طيار عربي، حيث حاول الطيران بعد قيامه بعدة تجارب وأبحاث، فدعا جمعاً من الناس وبدأ بشرح محاولته وفكرته، وأراد أن يريهم مغامرته المبنية على الأسس العلمية، فعمل على كسوة جسده بالريش والحرير الأبيض، وأطلق نفسه للهواء في قصر الرصافة وحمله الهواء محلقاً حتى سقط بعيداً عن نقطة انطلاقه، وجاءت تجربته هذه بعد أن أبحر في دراسة ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء في الأجسام إذا حلقّت في السماء، ولكنّ سبب فشله هو إغفاله عن مدى أهمية الذيل لدى الطائر.
تكريمهالمقالات المتعلقة بعباس بن فرناس