فرض الله عز وجل الصلاة علينا ليلة الإسراء والمعراج، فكانت بادئ الأمر خمسين صلاةً في اليوم والليلة إلى أنْ جعلها الله تعالى خمس صلوات وهي صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء، وهذه الصلوات هي فرض عين على كل مسلم ولا يجوز له أن يتركها بأي حال من الأحوال .
وهناك من الصلوات التي لم يفرضها الله علينا وإنما رغَّب بها عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم لأن فيها من الأجور العظيمة ما لا يعلمه إلا الله، ومن منا لا يريد أن يتحصّل على هذه الأجور، ومن هذه الصلوات التي رغًّبت بها الشريعة هي صلاة الضحى، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة رضي الله عنه بها وليست هذه الوصية حصراً لأبي هريرة وإنما لأمة النبي صلى الله عليه وسلّم، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال ((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : بصيام ثلاثة أيام في كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام ))، ولو لم تكن هذه الصلاة لها أجر وفضل عظيم لما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بها.
أما كيفية صلاة الضحى وكيف تؤدى ؛ فهي صلاة كبقية الصلوات لها نفس الشروط و الأركان و الواجبات و السنن و الهيئات، ولا تختلف عنها شيئاً، وأقل عدد لركعات صلاة الضحى هو ركعتين ولا ينبغي أن تتجاوز ثماني ركعات، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى أكثر من ثماني ركعات، ففي الحديث الصحيح الذي روته أم هانئ رضي الله عنها قالت:(( أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة إغتسل في بيتها فصلى ثمان ركعات)).
ويكون وقت صلاة الضحى من شروق الشمس حتى وقت النهي قبل صلاة الظهر، وهو حين يقوم قائم الظهيرة كما في الحديث الذي رواه عقبة بن عامر رضي الله عنه في الأوقات المنهي الصلاة فيها، وأفضل وقت لأداء صلاة الضحى هو كما بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال : ((صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى)) والمقصود بها أن تتحرّك الفصال وهي صغار أولاد الإبل من شدة حرارة الرمل وهو الرمضاء.
المقالات المتعلقة بطريقة صلاة الضحى