توجد الألوان في الطبيعة بدرجات متفاوتة، وكل لون يتميز عن غيره بقوته وحدته. والألوان هي روح الأجسام التي تعطيها رونقها وجمالها. كما أنها مهمةٌ في جميع مجالات الحياة، فعند تصميم غرفة يعتمد اختيار لون الدهان على الغرض الوظيفي لهذه الغرفة، لما له من تأثير في الجو العام للمكان. وفي الأزياء يدخل تأثير الألوان بشكل كبير، فبعض الألوان تناسب فصلاً أكثر من الآخر، والألوان التي تناسب جسداً نحيلاً تختلف عن تلك المناسبة لجسد سمين. والألوان لها معانٍ من الناحية النفسية، وقد أجريت عليها دراسات لمعرفة تأثيرها في الإنسان. والألوان في الرسم والفن مهمةٌ جداً، فالألوان في اللوحة الفنية تجسد المعاني المراد إيصالها للمتلقي، فإذا نظرت للوحة مكونة من الألوان المدمجة معاً بطريقة فنية تعبيرية، ستراها جميلة وإن كانت تخلو من التكوينات الشكلية. وللألوان سحرٌ عجيب تضفيه على اللوحات الفنية، فهي أحد أهم العناصر التي تثري الفنون بدرجاتها، وتناسقها مع بعضها.
اكتشاف ماهية الألوانبداية دراسة الألوان كانت عام 1670 على يد العالم نيوتن الذي درس تحلل الضوء الأبيض في الموشور، إذ نتجت عنه مجموعة من الأشعة ذات أطوال موجية مختلفة، وعند إعادة تمرير الأشعة الناتجة في موشور آخر تجمعت معاً مشكلة الضوء الأبيض الذي تحللت منه. السبب الرئيسي لاختلاف الألوان هو اختلاف الطول الموجي لها، فاللون الأحمر طوله الموجي 650 نانوميتراً، أما الأزرق فطوله الموجي 480 نانوميتراً. وفي دراساتٍ حديثة أجريت عام 1931 وجد العلماء أن دمج الألوان ذات الأطوال الموجية المختلفة تنتج طولاً موجياً آخر وبالتالي لوناً آخر.[١]
مزج الألوانوتُصنّف الألوان بشكل عام للألوان الأساسية؛ الأحمر، والأصفر، والأزرق، والألوان الثانوية التي تنتج من دمج الألوان الأساسية، فإذا نتج اللون من دمج لونين أساسيين يُسمّى لوناً ثانوياً. من الأمثلة على الألوان الثانوية:[٢]
و عند دمج اللون الأساسي مع اللون الثانوي، تنتج لدينا مجموعة جديدة من الدرجات اللونية.[٢] كما تُصنّف الألوان لألوان جمعية وطرحية، أما الألوان الجمعية فهي الأحمر، والأزرق، والأخضر، والتي إذا دمجت معاً أعطت اللون الأبيض. والألوان الطرحية هي البنفسجي، والأزرق السماوي، والأصفر، والتي عندما تدمج تعطي اللون الأسود.[٣] ويمكن أن تقسم الألوان حسب كثافتها البصرية إلى ألوان دافئة كالأحمر، والأصفر، وألوان باردة كالأزرق.[٤]
طريقة مزج الألوانتتنوع الطرق والأدوات المستخدمة لدمج الألوان باختلاف نوع الألوان المستخدمة، وفيما يلي توضيح لطريقة الدمج لبعض أنواع الألوان:
الألوان المائيةيتم الدمج باستخدام سطح علبة الألوان المائية الفارغ، أو وعاء دمج، وبعض علب الألوان تحتوي على منطقة للدمج. بعد تحديد الألوان المراد دمجها نختار اللون الأفتح، نضع منه كميةً في منطقة الخلط، ثم يضاف المزيد من الماء إليه حتى يصبح حبريّ القوام، ثم يضاف إليه اللون الآخر، ويُحرّكان معاً حتى يتجانسا. إذا كنت غير معتاد على الخلط اصنع كميةً كبيرةً منه، لأنك قد تجد صعوبة في الحصول على اللون الناتج من الدمج مرة أخرى.[٥]
الألوان الزيتيةتُدمج الألوان الزيتية بشكل مباشر باستخدام الفرشاة أو السكين الخاصة بالألوان، أو تخفيفها بزيت بذور الكتان.[٦]
الألوان الناتجة عن المزجقد يتبع البعض الطريقة التجريبية بخلط لونين أو أكثر للحصول على اللون المراد الوصول إليه، لكن هناك طرق علمية رياضية لدمج الألوان للحصول على اللون بسرعة وبدقة أكبر. وإحدى الطرق الرياضية المتبعة قانون غراسمان المكون من معادلات معتمدة على الطول الموجي للون.[٧] وبالرجوع إلى دائرة الألوان التي رسمها نيوتن عند دراسته للضوء وألوانها المكونة لها، يمكن معرفة الألوان المناسبة لتندمج معاً للحصول على اللون المطلوب. فدمج لونين متقابلين على دائرة الألوان الثلاثية الأقسام ينتج عنه لون ثانوي. فمثلاً عند دمج اللونين الأحمر مع الأصفر -وهما لونان متقابلان على دائرة الألوان- ينتج عنهما اللون البرتقالي. وإذا دُمج لون أساسي مع لون ثانوي ينتج عنهما لون يُسمّى ما بعد الثانوي، كدمج اللون الأصفر الأساسي والبرتقالي الثانوي فينتج لون برتقالي مصفرّ.[٨]
اختيار الألوان وتناسقهااللوحة بيئة متكاملة لا بدّ من اختيار ألوانها بطريقة فنية صحيحة، لكي تحصل على أفضل نتيجة. وهناك ما يسمى بالألوان المكمّلة؛ وهي ألوان من المهم معرفتها، لأنها تساعد على إظهار اللوحة بألوانٍ متناسقةٍ ومنسجمةٍ معاً. وتكون الألوان مكمّلةً لبعضها عندما تكون مكوّنة من ألوان أساسية لها القوة نفسها فمثلاً:[٤]
المقالات المتعلقة بطريقة دمج الألوان