يعُدّ البحث العلمي أحد مقاييس تقدم الدول وتحضرها، لذا فإن الأنظمة التعليمية الحديثة في جميع البلدان تهتم بتدريب الطلاب في مختلف المراحل الدراسية على إجراء أبحاث علمية تتناسب مع مراحلهم العمرية والفكرية، وتكون مرتبطة بصورة أساسية بالعلوم التي يدرسونها. في المرحلة الجامعية يستمر الأمر مع زيادة التعمق في نظريات البحث والدراسة، وصولاً إلى المراحل ما بعد الجامعية التي يكون إعداد الأبحاث فيها هو أساس الدراسة والحصول على الدرجة العلمية.
ربما يكون انتشار المعلومات على شبكة الإنترنت وسهولة الوصول إليها، أحد أسباب عدم معرفة الطلبة لأساسيات البحث العلمي الصحيح، على الرغم من أن العمل من خلالها يزيد من سهولة إجراء الأبحاث والوصول إلى نتائج صحيحة تفيد على المستويين العلمي بصفة عامة والدراسي بصفة خاصة.
هناك مرحلتان يمر بهما البحث العلمي، وهما:
البحث العلمي ما هو إلا دراسة متخصصة في إحدى النقاط العلمية الغامضة في الفروع العلمية المختلفة، وعلى الباحث أن يقوم من خلال الدراسة بإيضاح تلك النقطة والوصول إلى تفسيرات مقترحة أو نتائج تظهر في نهاية البحث، لذا فإن البحث الناجح يبدأ من اختيار المشكلة البحثية التي سيعمل عليها الباحث، والتي يجب أن تخضع لعدة ضوابط، أهمها تناسب المشكلة مع إمكانيات الباحث، واهتمام الباحث الشخصي بتلك النقطة تحديداً لكي يعمل من خلال فهم أوسع وأعمق للمشكلة.
كما أن توافر المعلومات والبيانات الخاصة بالدراسة أمر ضروري لكي لا يقع الباحث فريسة المحاولات الفاشلة لإيجاد مراجع ويضيع منه وقت ثمين، حيث إن الأبحاث العلمية في مراحل ما بعد الدراسة الجامعية يجب أن تحمل إضافة إلى الفرع العلمي الذي يتخصص فيه الباحث.
بعد تحديد موضوع البحث يعمل الباحث بشكل منهجي على الدراسة بإعداد خطة بحثية مبدئية يقسم فيها فصول البحث وأبوابه، وأهم المراجع التي سيعتمد عليها، كما يمكن أن يضيف قائمة بالبيانات الضرورية بالبحث والمقابلات الشخصية في حال تطلب الأمر، وبعد إعداد المراجع وإجراء المقابلات يأخذ المعلومات التي سيستخدمها في البحث مع تدوين أسماء المراجع والمصادر التي اقتبس منها، ويعيد تحليل البيانات التي حصل عليها لتبدأ المرحلة الأخيرة من البحث.
بعد تحديد عنوان دقيق للبحث يكون متناسباً مع الموضوع في المتن، يعمل الباحث على كتابة مسودة أولية، ثم يقوم بعد ذلك بمراجعتها علمياً لتنقيحها واستيفاء شروط البحث الأكاديمية مثل تقسيم البحث ووضع الهوامش.
كما يراعي الباحث التدقيق اللغوي من حيث القواعد والإملاء وعلامات الترقيم، بعدها يقوم بطباعة البحث وإرفاق الملاحق الخاصة به من استبيانات، وجداول، ووثائق أصلية في حالة استخدامها لأول مرة.
المقالات المتعلقة بطريقة البحث العلمي