الفرق بين الظاهرة والمشكلة

المشكلة والظاهرة

توجد العديد من المشاكل التي لا تعدّ ولا تحصى، بحيث يكون لها الأثر في حياة الأشخاص، وفيجب تحديد مسبّباتها بدقة، والسعي لحل مناسب، ومن الواضح وجود فرق بين الظاهرة والمشكلة، فإن لم يكن بالإمكان التعرّف على الفروقات بينهما والتمييز بين كلٍ منهما، سيكون من الصعب التعامل مع المشكلة، خاصةً إن كانت مشكلة معقدة، فكيف يمكن التعرف على المشكلة والظاهرة؟ وكيفية التعامل مع كل منهما؟

الفرق بين المشكلة والظاهرة المشكلة هي المسبب الرئيسيّ للحادثة أو الموقف، أما الظاهرة فهي الأثر الناتج والمترتب عن المشكلة، ومثال على ذلك: عندما يهبّ حريق في منطقة محيطة بمستودعات أو مخازن أو ما شابه، فالمشكلة تكون وجود مواد مشتعلة محيطة بالمستودع، والتي قد تشتعل بسبب حرارة الشمس، أو وجود سيجارة غير مطفأة، أو حتى تماس كهربائيّ، أما النيران المشتعلة فهي الظاهرة الناتجة جرّاء هذه المشكلة.

توصف الظاهرة على أنّها مشكلة مؤقّتة، فلا يمكن تجاهلها أو صرف النظر عنها؛ وذلك لأن تزايدها وتفاقمها يؤدي إلى مشكلة كبيرة تكون في الأساس ظاهرة اكتشفت وتطوّرت، كما ويكون حلها مؤقتاً، أما المشكلة فتتطلب مجهوداً ووقتاً كافيين للتغلب عليها، ولإعطاء حل مناسب؛ لأن الحلول المؤقتة لا تساعد على إنهاء المشكلة القائمة، بعكس ما هو متعارف عليه في الظاهرة، فعلى سبيل المثال: قد يعاني شخص من الدوار الناتج عن اختلال في الأذن الوسطى، ففي هذه الحالة يكون الدوار هو الظاهرة، واختلال الأذن الوسطى هو المشكلة، حيث يشخّص الطبيب الظاهرة ليعالج المشكلة، وذلك من خلال دراسة الإشارات والعلامات التي يعاني منها المريض، ومحاولة السيطرة عليها، حتى لا تتحول إلى أعراض مزمنة، ومن الأمثلة الأخرى على الفروقات ما بين المشكلة والظاهرة، هي عندما يقلّ ضغط الهواء في عجلة السيارة، فهذه هي الظاهرة، ولمعرفة أسبابها يتوجّه السائق إلى الميكانيكي لعمل الفحوصات اللازمة، فقد تكون المشكلة إما بسبب دخول مسمار في العجلة، وإما تآكل الإطارات مع الوقت، وغيرها من الأسباب.

وبمعنى آخر فإنّ البحث عن المشكلة المسببة لحدوث الظاهرة ليس أمراً سهلاً، حيث إنّه يحتاج إلى أسلوب واضح ومنطقيّ قائم على الملاحظة والتدقيق، من خلال استخدام كافة الوسائل والسبل المناسبة لحل المشكلات المختلفة التي تواجه الأشخاص، والتي قد تزيد من قدرة ومهارة الشخص على تشخيص المشاكل للتخلّص من الظواهر، بالإضافة إلى الممارسة والخبرة العمليّة التي تساهم بدور فعّال في استخلاص النتائج والحد من تفاقمها.