تعريف السّمنة
تُعرّف السُّمنة بتراكم الدهون في الجسم إلى حدّ يضرّ الصّحة، ويتمّ تشخيصها عادة باستخدام مقاييس معيّنة، كما أنّ السّمنة تظهر بشكل واضح على المصاب بها، ويتمّ تشخيص السّمنة باستخدام مؤشّر كتلة الجسم، والذي يتمّ حسابُه بتقسيمِ الوزن على مربّع الطول، حيث يُعتبر الشّخص مصاباً بزيادةِ الوزن إذا ما كان مؤشّر كتلةِ الجسم لديه أكبر من أو يساوي 25 كجم/م²، في حين يُعتبر مصاباً بالسّمنة في حال كان مؤشّر كتلة الجسم لديه أكبر من أو يساوي 30 كجم/م²، وللعناية بوزن الجسم أهميّة بالغة لصحّة الإنسان، ذلك أنّ السّمنة وزيادة الوزن ترتبطان بارتفاعِ خطر الإصابة بالأمراض المُزمنة، مثل مرض السُّكري من النّوع الثّاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشّرايين، ومرض انقطاع النّفس الانسدادي النّومي (بالإنجليزيّة: Sleep apnea)، والفصال العظامي (بالإنجليزيّة: Osteoarthritis)، وبعض أنواع السّرطان، وأمراض المرارة، وبعض مشاكل التّنفس، وارتفاع خطر الإصابة بالمضاعفات أثناء الحمل وأثناء العمليّات الجراحية، هذا بالإضافة إلى أنّ السّمنة أصبحت تصنّف كمرض بحدّ ذاتها.[١]
إنقاص الوزن في رمضان
ينشغلُ الكثيرون بالبحثِ عن طرق علاج الزّيادة في الوزن والسُّمنة، ومع أنّ الحل الصّحيح يكون واضحاً في أغلب الحالات، إلّا أنّ البحث عن حلول سهلة وغير واقعيّة يبقى الشُّغل الشاغل للكثيرين، ومع حلول شهر رمضان، يتساءل البعض عن مدى قدرتهم على استغلال هذا الشّهر الكريم وصيامه كفُرصة لفقدان الوزن الزّائد، ولا شك في أنّ شهر رمضان قد يكون فرصة رائعة للبدء أو الاستمرار برحلة علاج الوزن الزّائد، وسيتمُّ في هذا المقال الحديث عن الطّرق التي يُمكن اتّباعُها لخسارةِ الوزن في شهر رمضان.
طُرق إنقاصِ الوزن في رمضان
تحتاجُ خسارة الوزن النّاجحة إلى الاقتناع بالطّرق الصحيحة المُباشرة الواضحة التي تُوصل إلى الهدف، والتّوقف عن الانجراف وراء الحميات الرّائجة التي تملأُ المواقع الإلكترونيّة وكل من أحبّ التّسويق لنفسه أو لمنتجات يعمل على بيعها، لا سيما في شهرِ رمضان الذي تكثرُ فيه الحميات المُبتدعة التي لا أصل لها سوا رغبة المروّجين بالانتشارِ والشّهرة، وتعتمد طرق خسارة الوزن الصّحيحة على تقييم الوضع التغذويّ تقييماً كاملاً عن طريق اختصاصي التغذية، وتحديد المشاكل والأخطاء، ثم البدء بعلاجها تدريجيّاً، حيث يجب أن يجمع علاج زيادة الوزن بين حمية صحيّة متوازنة ومتنوعة ومتكاملة تتحكّم بالسُّعرات الحراريّة وتمنحُ الكفاية من جميع العناصر الغذائيّة الأساسيّة للجسم، ويشكّل هذا تحديّاً خلال شهر رمضان بسبب انحصار مدّة تناول الطّعام في ساعات اللّيل القليلة، إلّا أنّه من الممكن مع القليل من التّنظيم والتّفكير في الاختيارات تحقيق ذلك، حيث إنّ شهر رمضان يُعتبر فرصة رائعة لحميات خسارة الوزن.
وقد جدت العديد من الدّراسات أنّ الصّيام المتقطّع، كصيام شهر رمضان، ينتج عنه انخفاضٌ في السُّعرات الحراريّة المتناولة وانخفاض في الوزن، في حين وجدت دراسات أُخرى زيادة فيهما، وتعودُ هذه الاختلافات إلى اختلافِ الثّقافات والعادات والسّلوكيات الغذائيّة.[٢]
نصائحٌ لخسارة الوزن في شهرِ رمضان
لا تختلفُ مبادئ خسارة الوزن ومبادئ الحمية الصّحية في شهرِ رمضان عن غيره من الأشهر، ولكن قد يحتاج شهر رمضان إلى نصائح خاصّة به بسبب اختلاف طبيعة العادات الغذائيّة فيه، ومن هذه النّصائح ما يأتي:
- البدء بتناول ثلاث تمرات، والتّي تعادل بديلاً واحداً من مجموعة الفاكهة في نظام البدائل، والذي أصبح مستخدماً بشكلٍ كبير في حميات خسارة الوزن.[٣] ويمنح التّمر الطّاقة التي يحتاجها الصّائم، كما أنّ تناولَه قبل البدءِ بوجبة الإفطار يساهمُ في الشّعور بالشّبع وخفض كميّات الطّعام المتناولة، لا سيما مع احتوائه على الألياف الغذائيّة التي تساهم في ذلك.[٤]
- الاعتماد على الماء لتعويضِ السّوائل التي يفقدها الجسم أثناء الصّيام، وتجنّب الكثير من المشروبات التي يشيع تناولها في رمضان، والتّي تحتوي على كمّيات كبيرة من السكر، والاستعاضة عنها بعصير الفاكهة الطّبيعيّ بكميّات محدودة.
- الاستعاضة عن القلي بالشّي، وخفض كميّة الدّهون المُستخدمة في تحضير الطّعام، حيث لا مانع من الاستمتاع ببعض السمبوسك والقطايف إذا ما تمّ شيّها، ولكن يجب عدم جعل تناول هذه الأطعمة عادة يوميّة، بل يمكن تناولها مرة واحدة أو مرّتين في الأسبوع بكميّات معتدلة، ويُفضّل الاستعاضة عن الحلويات بتناول الفاكهة في غالبيّة أيام رمضان.
- تناول السّلطات قبل البدء بالطّبق الرّئيسيّ، حيث يمكن أن يُساهم ذلك في الإضافة إلى القيمة الغذائية للوجبة، وفي خفض السّعرات الحراريّة التّي يتم تناولها خلالها لما تسبّبه من شعور بالشّبع، ولكن لا بد من اعتماد سلطات الخُضار التي لا تحتوي على الذّرة والمعكرونة والبطاطا والمايونيز في غالبيّة الأيّام، كما يجب تجنب إضافة الخبز المقلي إلى الفتّوش.
- تناول الشّوربة بعد السّلطة يمنح أيضاً فرصة مناسبة لتناول طبق مُشبع وصحيّ، وهو يساهم أيضاً في خفض كميّات الطّعام غير الصّحية التي يمكن تناولها، كالأرز مثلاً، ويجب اعتماد الشّوربات الصحيّة المحضّرة بكميّات بسيطة من الزّيت، مثل شوربة العدس، وشوربة الخضار، وشوربة الشوفان الكامل مع الخضار، وغيرها.
- تقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين، حيث يُساهم ذلك في تنشيط العمليّات الأيضيّة وحرق السّعرات الحراريّة بشكل أكبر، كما أنّه يساهم في خفض الشّعور بالتّخمة والكسل الذي يمكن أن يصيب الصّائم بعد تناول وجبة واحدة كبيرة.
- تناول الطّعام ببطء والمضغ جيّداً.[١]
- اعتماد الحبوب الكاملة بدلاً من النّشويات المكرّرة، مثل تناول خبز القمح الكامل بدلاً من الخبز الأبيض.[١]
- اعتماد وجبات السّحور التي تحقّق الشّعور بالشّبع دون أن تعطي الكثير من السّعرات الحراريّة، مثل السّلطات والشّوربات والبقوليّات واللّحوم منخفضة الدّهن، والحبوب الكاملة بكميّات معتدلة ومحسوبة.
- قد تحتاج حميات خسارة الوزن إلى استشارة اختصاصي التّغذية لحساب الاحتياجات اليوميّة من كافّة المجموعات الغذائيّة وحساب عدد السّعرات الحراريّة المناسب لتحقيق خسارة الوزن.
- يجب الحرص على تناول الحليب ومنتجاته منخفضة أو خالية الدّسم، وذلك بسبب أهميته الصحيّة، بالإضافة إلى ما وُجد للكالسيوم المتناول منه من علاقة عكسيّة مع تراكم الدّهون.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت Sharon Rady Rolfes, Kathryn Pinna, and Ellie Whitney (2006), Understanding Normal and Clinical Nutrition, The United States of America: Thomson Wadswoth, Page 375-379. Edited.
- ↑ J. B. Leiper, A. M. Molla, and A. M. Molla (2003), "Effect of Fasting in Ramadan on Body Composition and Nutritional Intake: a Prospective Study", European Journal of Clinical Nutrition, Issue S1, Folder 26, Page S30-S38. Edited.
- ↑ American Diabetic Association (2008), Choose Your Foods: Exchange Lists for Diabetes, Page 14. Edited.
- ↑ "Nutritional and Functional Properties of Dates: A Review", Critical Reviews in Food Science and Nutrition, Issue 10, Folder 48, Page 877-887. Edited.
- ↑ Denise Mann, Reviewed by Laura J. Martin (22-9-2010), "Milk Drinkers May Lose More Weight"، WebMD، Retrieved 30-5-2016. Edited.