الطفل العنيد أصبح الطفل العنيد موجوداً لدى معظم الأسر في عصرنا هذا؛ فاختلاف الأجيال وعوامل التقدّم التكنولوجي أوجدت تصرّفاتٍ وسلوكيّات جديدة كانت نادرةً لدى الأجيال التي سبقتنا.
الطفل العنيد هو الطفل الّذي لا ينصاع للأوامر، ويحاول تجربة كلّ شيء بنفسه دون الالتزام بالقوانين الصادرة من أهله، وعلى الرغم من سوء هذه المشكلة إلّا أنّها تدل على وجود طفلٍ ذي شخصيّة قويّة، ويحبّ الاعتماد على نفسه، ويحلّ مشاكله دون اللجوء إلى الآخرين, من الأمثلة على عناد الأطفال: إجبار الطفل على تناول الطعام، ورفضه لذلك لاعتقاده بأنّ هذا الطعام هو أمر مزعج وغير مفيد ويجب رفضه، ومن الأمثلة الأخرى أيضاً قيام الطفل بالبكاء لتلبية طلبه، وتقوم الأم بالفعل بتلبية طلبه بمجرّد بكائه، ومن هنا يبدأ العناد الذي يكتسبه الطفل من تصرّفات أهله.
طرق التعامل مع الطفل العنيد - الابتعاد عن إجبار الطفل على طاعة الأهل؛ بل معاملته بنوع من اللطف، فبدل أمر الطفل باللجوء إلى النوم من الممكن استبدال الأسلوب كأن تقول له الأم: ما رأيك بأن نقرأ قصّةً ثم ننام؟، هنا ستجد الأم فرقاً في استجابة الطفل لطلبها.
- معاقبة الطفل عند عناده وفهم العقاب المناسب للطفل بناءً على شخصيّته؛ كحرمانه من مشاهدة الكرتون، أو الخروج، وذلك حسب الشيء المحبّب لديه، مع ضرورة عدم المبالغة في العقاب والابتعاد عن أسلوب الضرب الذي لا يفيد الطّفل في شيء سوى شعوره بالإهانة، ومن المهم أيضاً أن تشرح الأم للطفل سبب عقابه مهما كان سنّه، فتأكّدي سيّدتي أن طفلك يفهم حتى وإن كان في عمرٍ صغير.
- عدم وصفه بكلمة عنيد على مسمعه؛ فهذا من شأنه أن يزيد من هذه الصفة لديه.
- تجاهل الطفل، وهذا يكون في الحالة التي قمنا بالإشارة إليها سابقاً؛ أي عندما يبكي الطفل لتلبية طلباته؛ فالتجاهل يجعله يشعر بأنّ هذا الأسلوب غير مجدي، والتجاهل لا يعني أن يرفض الأهل طلب الطفل للحاجات الأساسيّة كالأكل والشرب.
- يجب أن تتحلّى الأم التي لديها طفل عنيد بالحكمة والصبر والسيطرة على أعصابها، وأن تقوم بمدحه عندما يتصرّف بشكل صحيح، فمن هنا يشعر الطفل بالأمان تجاه أهله ويصبح أكثر طاعة لهم.
- إعطاء الطفل نوعاً من الحريّة مع مراقبته أيضاً؛ وذلك كي نفسح له المجال في التعبير عن نفسه من خلال اختيار ألعابه وملابسه على سبيل المثال.
إنّ تربية الأبناء من الأمور الصعبة على الأهل خاصّةً بوجود أطفال عنيدين، ولكن إذا تمتّعت الأم بالهدوء والصبر فإنّها حتماً ستكون قادرةً على ضبط هؤلاء الأطفال، ونحن نتحدّث هنا عن الطفل العنيد بشكلٍ طبيعيّ، لكن إن تخطّى عناد طفلك الحد الطبيعي كأن يكون الطفل عدوانيّاً بدرجة مؤذية لأقرانه فينصح بعرضه على اختصاصي في علم النفس.