المشاكل الزوجية تتخلل الفترة الأولى بشكل خاص والسنوات اللاحقة بشكل عام من الحياة الزوجية الكثير من الخلافات والمعوّقات التي دائماً ما تحول دون حصول التفاهم والود بين الزوجين، الأمر الذي يُسبّب تفاقم الأمور والصعوبة البالغة في حلها وتجاوزها، ممّا يؤدي إلى إعلان حالة الطوارئ لوجود مؤشرات خطرة تحيط بهما، وتؤدّي إلى مفترق طرق من الصعب تجاوزه لإكمال حياتهما.
الزواج والارتباط من أهم أسس الحياة، وعند بلوغ المرأة أو الرجل لهذه المرحلة يعد ذلك بحد ذاته تغييراً كبيراً على مجرى حياتهما، لوجود مسؤولية دقيقة وذات حمل كبير تتطلب منهما الانتباه لها للقيام بدورهما كأب وأم على أكمل وجه، إلّا أنّ دخول المشاكل ووجودها من الأسباب الكامنة في تغيير مسار هذه العلاقة وتحويلها من علاقة ناجحة إلى فاشلة.
أسباب الخلافات الزوجية نعزو أسباب حصول الخلافات الزوجية إلى عدد من العوامل منها:
- عدم التفاهم بين الأزواج وذلك بسبب اختلاف وجهات النظر واختلاف البيئة التي تضم كلّاً منهما، بالإضافة إلى فارق العمر الشاسع بينهما، وإلى تمسك كل شخص منهما برأيه، وعدم التنازل عنه مهما كان، بغضّ النظر عن صحته من عدمه، فتلك الأمور من أهم مسببات عدم تفاهم الزوج مع زوجته.
- فقدان الثقة وانعدامها بين الطرفين، الأمر الذي يُسبب الكثير من المشاكل بينهما لما لهذه المشكلة من آثار سلبية على حياتهما، ولعل من أهم تلك الآثار هي "الشك" وتبعاته الناجمة عنه كالكذب، والخداع، والنفاق وغيرها الكثير، فجميعها إن وجدت في حياة الزوجين نستطيع القول هنا إنّ حياتهما ذهبت إلى حافة الهاوية بسبب كبر الفجوة بينهما.
- إقدام أي طرف من الزوجين على خطوة غير صحيحة تُسيء للطرف الآخر بل وتدمر عشِّهما الزوجي؛ كقيام الزوج أو الزوجة بالخيانة بجميع صورها أو قيام الزوج بممارسة أعمال العنف ضد زوجته وأولاده عن طريق الضرب المبرح.
كيفية حل المشاكل الزوجية يستطيع الزوجان وحدهما بالدرجة الأولى ومن ثم بمساعدة الأهل بالدرجة الثانية إيجاد الحلول المناسبة للتخلص من تصاعد المشاكل بينهما وتفاقم أمورهما دون الوصول إلى "الطلاق" من خلال قيامهما بالأمور التالية للحدّ من تلك الخلافات الدائرة ومنها:
- إقدام الزوجين وحدهما على حلّ مشاكلهما دون الحاجة واللجوء إلى أطراف ثالثة للتدخل بينهما؛ لأن تعدد الأطراف يؤدّي إلى نزع العلاقة وتخريبها بدلاً من إصلاحها.
- يجب على كلٍّ من الزوجين احتواء بعضهما البعض، وأن يكون التفاهم بينهما قدر الإمكان هو سيد الموقف، بالإضافة إلى وجود الاحترام المتبادل من خلال إعطاء الثقة العمياء ومعاملة الزوج لزوجته بما يرضي الله سبحانه وتعالى.