تربية الأبناء تعدّ التربية الصالحة للأبناء من أعظم وأسمى الطموحات التي يسعى الوالدان لتحقيقها في الحياة، فالابن الصالح يعكس صورة جميلة وإيجابية عن والديه في المجتمع، والجدير ذكره أنّ صلاح الأبناء لا يولد معهم بالفطرة، وإنما يوجد العديد من العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في تكوين شخصيتهم سواء إيجابياً أم سلبياً، ونذكر منها: الأصدقاء، والعائلة، والبيئة المحيطة وغيرها، ولا بدّ من القول إنّ العائلة تعتبر هي المسؤولة الأساسية عن تربية الأبناء وتوجيههم، فهم يقضون وقتاً طويلاً مع عائلتهم، وبذلك يكون أثرها أكبر فيهم.
طرق تربية الأبناء - اتباع الأسلوب المتوازن في التربية، حيث يجب على الوالدين أن يجمعا بين أسلوب اللين والحزم عند التعامل مع الأبناء، بحيث يدللانهم، ويحبانهم، ويحترمانهم، وفي الوقت نفسه لا يسامحانهم بسهولة عند ارتكاب التصرفات الخاطئة، حيث يجب معرفة الأسباب التي جعلتهم يقومون بها مع مراعاة طلب الوالدين أسباباً مقنعة لذلك.
- مراقبة الأبناء، فيتوجب على الوالدين مراقبة الأبناء وتصرفاتهم من بعيد، والتدخل عند الحاجة، حيث إنّ تفوّه الوالدين بشكل مستمر بما هو صح وما هو خطأ يُفقدانهما هيبتهما أمام الأبناء، كما أنّ ذلك يكون انطباعاً لدى الأبناء بأنّ الوالدين يكتفون بالكلام، ولا وجود لتطبيق ما يقولونه، وبالتالي فإنّ مراقبتهم والتدخل عند الضرورة يؤكدان هيبة الوالدين وصرامة قراراتهم.
- احترام الوالدين بعضهم، فيُعتبر الأم والأب قدوة أبنائهم، لذلك ينبغي أن يحافظا على وجود الاحترام المتبادل بينهم مهما كانت المشاكل والخلافات التي يمران بها، وتحديداً أمام الأبناء؛ لأنّ الألفاظ الجارحة وتبادل الإهانات بين الوالدين ينعكس سلباً على الأبناء مسبباً قلقهم، وشعورهم بعدم الأمان، وهذه بدوره يجعلهم يكرهون والديهم.
- احترام الأبناء أمام الآخرين، فمن أعظم الأخطاء التي يرتكبها بعض الأهل ذكر أخطاء الأبناء، ومساوئهم، ونقدهم أمام الآخرين؛ فذلك يسبب الحرج لهم، ويفقدهم ثقتهم بنفسهم، وبالتالي يكبر الأبناء بشخصية ضعيفة تميل دائماً للانطواء، وتجنباً لذلك يجب عدم إهانة الأبناء أمام الآخرين، وتحديداً أمام أقرانهم وأصدقائهم.
- المكافأة والتقديرعند النجاح، سواء كان النجاح دراسياً، أم في سلوكياتهم، فتقدير الأبناء والثناء عليهم يساهم في تشجيعهم على الاستمرار في النجاح، وتحفيزهم على العمل بشكل أفضل في المرات القادمة.
- اتباع أسلوب النقاش والإقناع مع الأبناء، حيث إنّ تنمية هذه الأسلوب في شخصيتهم يعود بفائدة عظيمة على تصرفاتهم وشخصياتهم داخل المجتمع، حيث يتعود الأبناء على تبادل الآراء والاحترام مع الآخرين، كما تُقتلع الدكتاتورية والتسلط من شخصياتهم.
- منح الطفل بعض الحرية بعد ترسيخ المبادئ والأخلاق الصحيحة في شخصيته، فتتمثل الحرية في اختيار الهوايات، والملابس، وطريق التعليم، والأصدقاء وغيرها مع مرعاة مراقبته عن بعد، وتوجيهه عند الحاجة لذلك.
- الصداقة بين الأبناء والوالدين، فهي وسيلةً للتقرب من الأبناء ومنحهم شعور الأمان، فعندما تنشأ هذه العلاقة بينهم فالأبناء سيلجؤون بشكل مستمر للوالدين لطلب مساعدتهما، وآرائهما، ومشاورتهما، كما أنّ الوالدين سينتفعان من ذلك، حيث إنّهما سيكونان مطلعان على ما يقوم به الأبناء، ويتدخلان في الوقت المناسب بطريقة تحافظ على هذه العلاقة.