العقل والهداية خلق الله تعالى البشر وأعطاهم العقل للتمييز بين الخطأ والصواب من أجل إقامة الحجة عليهم يوم الحساب، كما أنّه أرسل الرسل لتوضيح الطريق السليم وطريق الهداية وتوضيع أمور الدين المختلفة، ودين الإسلام هو دين محفوظ من عند الله عز وجل فقد حفظه الله تعالى من أي تحريف ولا تبديل مهما حاول الكافرون، وتبقى مهمّة نشر الدين على المسلمين جميعاً فلا تختصّ بفئة معيّنة ولا أشخاص معيّنين وإنّما كلّ مسلم يستطيع أن يهدي، وهناك طرق مختلفة يمكن اتّباعها من أجل هداية الأشخاص من غير المسلمين أو هداية من هم مسلمون ولكن يسلكون الطريق الخاطىء.
طرق الهداية - تختلف أساليب الهداية المتبعة حسب طبيعة الشخص، فقد فرض الله تعالى العقاب والثواب وخاطب كلّ حسب الأسلوب المناسب حيث إنّه عند استخدام أسلوب الثواب والترغيب بالجنّة، وتذكير الناس بالنعم الموجودة فيها، وما سيكسبه المسلم عند دخوله الجنة فإنّ العديد من الناس تستقبل هذه المعلومات وتهتدي، وفي المقابل هناك فئة من الناس ممّن لا يُجدي معهم أسلوب الثواب والترغيب وأنّما لا يرتدعون إلا من خلال التخويف والترهيب وذكر صفات النار وما فيها أنواع من العذاب المختلفة.
- توزيع الكتيّبات الإسلاميّة للتعريف بطريقة الإسلام، وخصائصه، وما يجوز فيه وما لا يجوز، فكم من قصّة سمعناها عن أناس دخلوا الإسلام بعد قراءة كتيّبات عن الإسلام ومبادئه العظيمة، فالإسلام يتميّز بالأخلاق العظيمة مثل: بر الوالدين فكثير من الشعوب ممّن لا يحترمون آباءهم ولا يقدّرونهم على العكس عند كبرهم يدخلونهم دار المسنين للتخلّص من خدمتهم، ومن أخلاق الإسلام أيضاً إكرام الجار، والمحافظة عليه وعلى أسراره والوقوف إلى جانبه عند الحاجة والابتعاد عن أذيّته.
- نشر الدين من خلال المحاضرات الدينيّة القيّمة وذكر معجزات الله تعالى ودلائل الإعجاز في الحياة وارتباطها بالقرآن الكريم.
- التعامل بالحسنى وبالخير، فالمسلم هو سفير لرسالة الإسلام فكيفما يتعامل يأخذ الناس الفكرة الشاملة عن الإسلام، ويجذب الناس اليه.
- لا ننسى فئة المسلمين الذين لا يسلكون الطريق الصحيح فهناك فئة كبيرة من المسلمين هم مسلمون في شهادات ميلادهم فقط وإنّما في واقع الحال لا يطبّقون الشريعة الإسلامية في أيّ شيء من حياتهم، ويمكن هداية هؤلاء بالكلمة الحسنة وترغيبهم في حضور المحاضرات الدينيّة، وسماع قصص التوبة، فلا يجوز أن نقنطهم من رحمة الله ولا غفرانه، فيجب غرس فكرة أنّ باب التوبة مفتوح طالما لم تشرق الشمس من الغرب، وطالما هم على قيد الحياة فالله عزيز كريم وغفور رحيم، ولكن مع صدق التوبة وعدم العودة الى الذنوب السابقة كما يجب معاملتهم على أساس أنّهم بحاجة إلى المساعدة وعدم الإساءة إليهم.