عليّ بن أبي طالب
هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، وهو ابن عمّ الرّسول، ومن قبيلة الهاشمي القرشي ولد سنة 23 قبل الهجرة، بتاريخ 13 رجب في مكّة المكرّمة في جوف الكعبة، أمّه فاطمة بنت أسد، وكان من أعزّ أصحاب الرّسول صلّى اللّه عليّه وسلّم، وصهره بعد وفاة أبويه وجده، وهو رابع الخلفاء الرّاشدين، ومن العشرة المبشّرين بالجنة.
أسلم عليّ بن أبي طالب قبل الهجرة النّبوية، وكان ثالث من دخل في الإسلام، وأول من أسلم من الصّبيان، هاجر إلى المدينة المنورة مع المسلمين، وتزوّج من ابنة الرّسول فاطمة في السّنة الثّانية من الهجرة، وشارك المسلمين جميع غزواتهم عدا غزوة تبوك؛ حيث قام الرّسول -صلّى اللّه عليّه وسلّم- بتخليفه في المدينة لحمايتها.
تميّز عليّ بن أبي طالب بين المسلمين ببراعته في القتال وشدّته، فكان سبباً لنصر المسلمين في الكثير من الغزوات والمعارك؛ كغزوة الخندق، وكان موضع ثقةٍ عند الرّسول -صلى اللّه عليّه وسلم-، وكان أحد كُتّاب الوحي.
كان عليّ بن أبي طالب رجلاً قصير القامة، أدعج العينين وحسن الوجه، فوجههُ مضيءٌ كالدّرِ، عريض المنكبين، وعظيم البطن، أغيد ذو عنقٍ طويلة كإبريق الفضّةِ، أصلع لا يوجد في رأسه شعرٌ إلّا من خلفهِ، طويلُ اللّحيةِ مدمجٌ دمجاً فلا يتبين عضدهُ من ساعده لمنكبه، مشاش كالسّبع الضّاري، وإذا أمسك ذراع رجلٍ كأنّما أمسك أنفاسه، فلا يستطيع التنفّس كلّما شدّ في ساعده عليّه، وعند مشيه إلى الحرب يُهرول شُجاعاً لا يهزم، منصورٌ دائماً على من يلقاه، وكان شديدَ الفصاحةِ والحكمةِ، فله الكثير من الأقوال المأثورة، واتّصف بالعدلِ والزّهد، وكان يُعتبر من أكبر العلماءِ في عصرهِ؛ لعلمهِ وسرعةِ بديهته.
تولّى عليّ بن أبي طالب الخلافة على المسلمين بعد قتل عثمان بن عفان، يوم الجمعة سنة 35 للهجرة، بتاريخ 25 ذي الحجة، وبايعه جميع المسلمين والصّحابة والثّوار، يُقال إنّه لم يقبل الخلافة في البداية، وفضّلَ أن يكونَ وزيراً أو مستشاراً، وبعد إقناعه من الصّحابة وافق على الخلافةِ وحكم المسلمين مدّة خمس سنوات وثلاثة أشهر، ووقعت الكثير من المعارك في خلافته؛ بسبب العديد من الفتن، والأقوال التّي حصلت بسبب قتل عثمان بن عفان؛ مما أدّى إلى تشتّت المسلمين، وعند خروجه في إحدى المعاركِ ضدّ مجموعةٍ تدعى (النّواصب والخوارج) استشهد عليّ بن أبي طالب على يد عبد الرّحمن بن ملجم سنة 661م، 40هـ
المقالات المتعلقة بصفات علي بن أبي طالب الجسدية