يوسف عليه السلام
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قصّة نبيّ كريم من أنبيائه الكرام وهو نبيّ الله يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم أفضل الصّلاة والتّسليم، وقد سمّيت سورةٌ في القرآن الكريم باسم هذا النّبي الكريم وهي سورة يوسف التي اشتملت على قصّته منذ أن رماه أخوته في البئر وكادوا له بعد أن أشعلت نار الغيرة قلوبهم بسبب محبّة أبيهم الظّاهرة ليوسف عليه السّلام.
شاء الله سبحانه وتعالى أن يكرم هذا النّبي ويمكّن له في الأرض حينما تولّى مسؤوليّة خزائن مصر، وأصبح أكثر المقرّبين إلى ملكها، فما هي أبرز صفات هذا النّبي الكريم؟
أبرز صفات سيّدنا يوسف عليه السّلام
- العفّة وطهارة النّفس؛ فعلى الرّغم من أنّ يوسف الصدّيق عليه السّلام نشأ في بيت عزيز مصر وكانت عنده جميع أسباب الرّفاهية والمتعة، إلاّ أنّه كان عفيف النّفس لم يغرّه الجاه أو السّلطان، ولم يتطلّع إلى الدّنيا وحظوظها الزّائلة، كما أنّه وعلى الرّغم من غياب الرّقيب على تصرّفاته في بيت عزيز مصر، وعلى الرّغم من الإغراءات الكثيرة التي تعرّض لها من قبل سيّدة القصر لارتكاب المعصية إلاّ أنّه عفّ نفسه عن ذلك كلّه.
- الصّبر؛ فقد صبر نبيّ الله يوسف عليه السّلام كثيرًا على الضّر والشّدّة والامتحانات الكثيرة التي تعرّض لها، فقد ألقاه إخوته في البئر فظلّ متماسكًا قويًّا مؤمنًا بالله تعالى وفرجه القريب، كما صبر في بيت العزيز على مراودات امرأة العزيز وكيدها وكيد النّسوة، وصبر كذلك حينما وضع في غياهب السّجن وظلّ فيه بضع سنين.
- العفو والتسامح؛ فعلى الرّغم من أنّ سيّدنا يوسف عليه السّلام قد تعرّض للكثير من الأذى في حياته من قبل إخوته، إلاّ أنّه عندما مكّنه الله تعالى في الأرض وجاءه إخوته يطلبون المؤونة لم يردّهم أو يتعامل معهم تعاملًا سيئًا، كما أنّهم وحينما قدموا عليه في مصر وأظهروا النّدم أمامه على ما اقترفوا في حقّه، قال لهم بلسان المؤمن المتسامح العفو (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) .
- الصّدق ونفاذ البصيرة، فقد علّم الله سبحانه وتعالى نبيّه يوسف عليه السّلام علم تعبير الرّؤى والأحلام، وهذا يدلّ على نفاذ بصيرة هذا النّبي الكريم وصدقه الخالص مع الله تعالى والنّاس، فأكثر النّاس قدرةً على تعبير الرّؤى أكثرهم صدقًا وطهارة نفسٍ وروح .
- برّ الوالدين، فقد كان يوسف عليه السّلام مثالًا في برّ الوالدين وحسن التّعامل معها، فقد آلمه ما وصل إليه حال والده حينما ابيضّت عيناه من الحزن على فراقه، فسارع إلى إرسال قميصه مع إخوته إلى والده حتّى يرتدّ بصيرًا قبل أن يقدم عليه في مصر .