خلقَ الله الإنسان من طين، فكانَ هذا الطّينُ صلصالاً من حمأٍ مسنون، فنفخَ اللهُ جلّ جلاله في هذا الطينِ اللازب من روحهِ فتشكّلَ بشراً بإذنِ الله، بشرٌ لهٌ عقلٌ وبصرٌ وسمعٌ وجوارحُ شتّى، سوّاهُ في أحسنِ تقويم، فكانَ هذا الإنسانُ الأوّل هوَ أبونا آدم عليه السلام، وقد أسكنَ الله أدمَ عليهِ السلام في الجنّة، ورزقهُ فيها من كلّ الثمرات، وخلقَ من نفسِ آدمَ ومن ضلعه تحديداً زوجاً لهُ لتكونَ سكناً ومأوى، فكانت أمّنا حوّاء زوج آدم عليه السلام، فما لبثا أن خرجا من الجنّة لأكل الثمرة المُحرّمة عليهما من الله تعالى، فكانت الأرض هي دارُهم الثانية التي نزلوا إليها بعد الجنّة، وفيها تناسلَ البشر من ذريّة آدم عليهِ السلام وانتشروا في الأرض.
أوّل الأنبياءتطلّب وجود الإنسان على وجه الأرض من ذُريّة آدم عليهِ السلام أن يُحيطَ علماً بربّه وأن يعرفهُ حقّ المعرفة، فكانت النبوّة الأولى على وجه الأرض في أبينا آدم عليهِ السلام، فقد كانَ عليهِ السلام أوّل البشر وأوّل الأنبياء عليهِم السلام أجمعين، وقد كانَ آدم عليهِ السلام من أعلم أهل الأرض بل كانَ أعلم من الملائكة، وذلكَ لأنَّ الله جلّ جلاله قد علّمه أسماءَ كُلّ شيء، وهذا يُناقض التصوّر الذي عليه بعض الناس اليوم من أنَّ الإنسانَ الأوّل كما يزعمون كانَ جاهلاً وعارياً ولم يكُن يتكلّم أو يفقه شيئاً.
ولم يكُن البشر في الأرض وحدهُم بل كانَ معهُم إبليس وجنوده من الشياطين، وهُنا تكمُن قوّة الإيمان ودعوة الأنبياء من تحذير الناس من كيد الشيطان، لا سيّما وأنّهُ أي إبليس عليه لعنة الله قد كانَ السبب في إخراج أبينا آدم عليه السلام من الجنّة، وأيضاً قد رفضَ أمر الله له بالسجود لآدم، فكانَ هذا الشيطان اللعين سبباً في حُضور نوازع الشرّ، وخُصومات أهل الأرض وكُفر بعضهِم بالله.
قابيل وهابيل ابنا آدم عليهِ السلامومن المشهور في حياة أبينا آدم عليهِ السلام قصّة ولديه قابيل وهابيل، والتي سطّرها القُرآن الكريم ليبيّن لنا كيف حدثت أوّل جريمة نكراء في الأرض وهي القتل، حيث إنَّ الحقدَ والحسد تمكّن من نفس قابيل خُصوصاً بعد أن تقبّلَ الله قُرُبات هابيل له؛ لأنّها صادقة وخالصة لله، فكانت نفسُ قابيل لا تهدأ عن حسدها وغلّها على هابيل، حتّى حثّته نفسهُ والشيطان على قتل أخيه هابيل، فكانت هذه الجريمة الأوّلى لبني آدم عليهِ السلام. ويُقال أنّ سيّدنا آدم عليهِ السلام وصّى قبلَ وفاتهِ لسيّدنا شيث وهو ابنهُ الذي رزقهُ الله به بعد وفاة هابيل، فكانت النبوّة الثانية في الأرض، بعدَ النبوّة الأولى والنبيّ الأوّل آدم عليه السلام.
المقالات المتعلقة بأول الأنبياء