النبي مُحمّد عليه السلام بعث الله سبحانه وتعالى نبيّنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد اصطفاه الله من بين البشر، فكانت أخلاقه هي الأسمى والأنبل، وقلبه هو الأطهر، فوصف الله سبحانه وتعالى أخلاق هذا النّبي الكريم بالعظمة، حيث قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، كما وصفه بالسّراج المنير، والأسوة الحسنة، وحينما سُئلت السّيدة عائشة -رضي الله عنها- عن خُلقه قالت: (كان خلقُه القرآنَ) [صحيح الجامع].
فضائل النبي مُحمّد عليه السلام - حظى النبي محمد عليه السلام على فضيلة لم يبلغها نبيّ مُرسل أو ملك مقرّب، وهي أنّه أفضل الخَلق، فالنّبي عليه السّلام هو سيّد بني آدم، وهذه الفضيلة تدلّ على كمال أخلاقه وصفاته.
- اتّخذه الرحمن خليلاً له، تكرمة له -عليه الصلاة والسلام- وتفضيلاً.
- أرسل الله تعالى كثيرًا من الأنبياء والرّسل ختمهم بالنّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، فالله سبحانه وتعالى شرّفه بحمل رسالة الإسلام وتبليغ شريعته إلى النّاس كافّة، فبينما كان الأنبياء والرّسل يرسلون إلى أقوامهم خاصّة، جاء النّبي إلى جميع النّاس، وبينما كان الأنبياء والرّسل من قبل تتنزّل عليهم شرائع لأقوامهم خاصّة، جاء النّبي الكريم بشريعة شاملة لجميع النّاس.
- أوتي المقام المحمود، وأُعطي الشّفاعة الكبرى من الله تعالى، ومن فضائل النّبي الكريم الكثيرة أنّ الخلائق جميعها تأتيه يوم القيامة لكي يشفع لها عند ربّ العالمين ويعجّل حسابها من بعد طول انتظار، فيأتي النّبي الكريم إلى ربّ العزّة، ويستفتح بحمد الله والثّناء عليه بمقام لا ينبغي إلا له، ثمّ يقال له سل تعطه، واشفع تشفع، فيستجيب الله له كرامة له، ثمّ يُعطى الشّفاعة الكبرى حينما يخبره الله تعالى بأن يخرج من النّار من قال لا إله إلا الله يومًا موقنًا بها قلبه.
- أنزل الله تعالى عليه القرآن الكريم، فهو معجزة الإسلام الخالدة إلى قيام السّاعة، فبينما كان الأنبياء والرّسل يأتون بمعجزات حسيّة وماديّة تصديقًا لهم وتأييداً أوتي النّبي الكريم قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، فرجا النّبي الكريم لأجل ذلك الأمر أن يكون أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة.
- أُحلّت له الغنائم، حيث إنّ من فضائل هذا النّبي الكريم أنّه أحلّت له ولأمّته الغنائم بينما حُرّمت على من قبله من الأنبياء والأمم، فقد كانت غنائم المعركة تُترك في ساحة المعركة ولا يلسمها أحد أو يلتقطها، بينما أحلّت للنّبي والمسلمين منّة من الله وفضلاً، وكرامة لهذه الأمّة.