صفات المتقين اشتملتْ سورُ القرآن الكريم وآياتُه على كثيرٍ من صفات المتّقين وما يتميّزون به من السّمات والخصال في الدّنيا، والأتقياء هم صفوة عباد الله الذين ملأ الإيمانُ قلوبهم فترجموه واقعاً عمليّاً في سلوكهم وتعاملهم في الحياة، وقد عرّفَ الإمام علي -رضي الله عنه- التّقوى تعريفاً جامعاً بليغاً حينما قال: ((التّقوى هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتّنزيل، والرّضا بالقليل، والاستعدادُ ليوم الرّحيل)). سنتحدّثُ في هذا المقال عن أبرزِ صفات المتّقين في القرآنِ الكريم.
صفات المتّقين في القرآن - الخشية ورقّة القلب، فمن صفات المتّقين خشيةُ الله سبحانه وتعالى في السرّ والعلن، واستشعار مراقبة الله سبحانه في أعمالهم وأقوالهم، وكذلك يعرف المتّقون بأنّهم إذا تليتْ عليهم آيات الرّحمن زادتهم خشية وإيماناً بالله تعالى.
- التّواضع ولينُ الجانب، فالمتّقون يتّصفون بالتّواضع الجمّ والأدب الرّفيع فلا يتكبّرون في مشيتهم أو تعاملهم مع النّاس، بل يلينون جانبهم ويتعاملون مع النّاس تعاملًا طبيًا سمحًا لا غلظة فيه ولا فظاظة.
- البعد عن الفواحش والمنكرات، فمن صفات المتّقين أنّهم حريصون على اجتناب المنكرات والفواحش وعلى رأسِها الزنا.
- المسارعة إلى التّوبة والاستغفار، فالمتّقون من صفاتهم أنّهم إذا فعلوا فاحشةً أو ذنبًا أو معصية تراهم يسارعون إلى التّحلل منها بالتّوبة النّصوح والإنابة العاجلة حتّى يزيلوا ما علق بقلوبهم من نكت الذّنوب وآثارها لترجع صفحةً بيضاء نقيّة.
- البعد عن شهادة الزّور، فالمتّقون يدركون أنّ شهادة الزّور هي من كبائر الذّنوب والمعاصي فيجتنبونها.
- العفو والصّفح عن المسيء، فالمتّقون على الدّوام تراهم يعفون عمّن أساء لهم؛ لأنّهم يدركون أنّ العفو والتّسامح هو من عزم الأمور التي يرتّب الله لصاحبها الأجر الكبير، والثّواب العظيم في الآخرة.
- اجتناب السّفهاء والجاهلين، فالمتّقون لا يلقون بالاً بمن كانت السّفاهة والجهل سماته، فتراهم يجتنبون مجالس العاصين، ويبتعدون عن لغو اللّاهين.
- الحرصُ على الطاعاتِ والفرائض من صلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ وصدقة؛ لأنّ المداومةَ عليها تحقّق رضا الله تعالى، وتزيدُ في حسناتِ المؤمن.
- الحرصُ على الدّعاء والذّكر، فالمتّقون يذكرون الله كثيراً، ويستغفرونَه بكرةً وأصيلاً، وتراهم مشفقين على أهليهم يدعون لعاصيهم بالهداية والإنابة، ويرجون لمريضهم الشّفاء، ولمكروبهم الفرج واليسر بعد الشّدّة.
- المسارعة إلى الخيرات، فمن صفاتِ المتّقين أنّك تراهم يسارعون في فضائلِ الأعمال والخيرات، ويشمّرون سواعدهم لعمل كلّ ما يرضي الله تعالى.
- الوسطيّة في الإنفاق، فالمتّقون لا يُغالون في إنفاقهم على طعامِهم وشرابهم وأمور حياتهم، بل تراهم في ذلك وسطاً فلا إسراف أو تبذير، ولا شحّ أو تقتير.