سبب نزول سورة عبس

سبب نزول سورة عبس

لم يبعث الله سبحانه وتعالى للبشريّة رسولًا ونبيًّا كنبيّ الإسلام محمّد بن عبد لله عليه الصّلاة والسّلام، فقد كان كاملًا في أخلاقه وشمائله، محبّبًا إلى نفوس الخلق، معصومًا من صغائر الذّنوب وكبائرها بمعصمة الله تعالى وحفظه، وقد استحقّ بهذه الصّفات أن يكون سيّد الأنبياء والخلق جميعًا.

النّبي عليه الصّلاة والسّلام وأمانة تبليغ الرّسالة

استحوذ همّ الدّعوة الإسلاميّة وتبليغها إلى النّاس على قلب وعقل النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فما كان يشغل النّبي شيئًا من أمور الدّنيا بل كانت أمنيته على الدّوام أن يرى هذا الدّين عظيمًا يدخل كلّ بيتٍ من بيوت الخلق؛ فالرّسول عليه الصّلاة والسّلام تحمّل أمانة الرّسالة فسخّر كلّ جهوده وطاقته وعزائمة في سبيل تأدية الأمانة التي حملها، حتّى إنّه تعرّض لمختلف أنواع الإغراءات من قبل قريش إلى جانب ما تعرّض إليه من ضغوطات في سبيل الرّجوع عن الدّعوة فلم تهزّ تلك الإغراءات أو الضّغوطات من عزيمته شيئًا؛ بل كان لسان حاله ومقاله دائمًا يردّد والله لو وضعوا الشّمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذه الأمر ما تركته أو أهلك دونه.

سبب نزول سورة عبس

كان من عادة النّبي عليه الصّلاة والسّلام أن يعرض رسالة الإسلام على جميع الخلق خاصّةً بعد أن انتقل من مرحلة دعوة عشيرته الأقربين إلى مرحلة الدّعوة الشّاملة، وقد كانت نفس النّبي الكريم تتطلّع إلى أن يؤمن بالدّعوة رجالٌ ذوي مكانة ومنعة في قومهم وبين عشيرتهم، فهو يدرك عليه الصّلاة والسّلام أنّ القوّة لا بدّ منها في سبيل التّمكين لهذه الرّسالة، لذلك ظلّ يلحّ في دعوته لكبراء قريش وزعمائها، وفي أحد الأيّام وبينما كان النّبي يعرض الرّسالة على نفرٍ من زعماء قريش وقيل إنّ فيهم أبا جهل، وعتبة بن ربيعة، وأبيّ بن خلف، وأميّة بن خلف. حصل أن جاء أحد المسلمين إلى النّبي في مجلسه وهو يُحدّث زعماء قريش، وقد كان هذا الصّحابي هو عبد الله ابن أمّ مكتوم رضي الله عنه، وقد كان أعمى لا يرى، فوقف ابن أمّ مكتوم أمام النّبي الكريم وهو لا يعلم انشغاله قائلًا، يا رسول الله علّمني ممّا علّمك الله، وقد ألحّ في المسألة وكرّر هذه العبارة، فنظر إليه النّبي الكريم عابسًا لأجل انشغاله فيما يرى بأنّه أرضى لله تعالى وأنفع لدينه وأملًا في إيمان زعماء قريش، فظلّ النّبي مقبلًا على مجالسيه حتّى نزلت سورة عبس وفيها قوله تعالى (عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ ، أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ)، فكان النّبي عندما يلقى ابن أمّ مكتوم يقول، مرحبًا بالذي عاتبني فيه ربّي.

المقالات المتعلقة بسبب نزول سورة عبس