سورة مدنيّة، بدأت بالآيات الآتية، يقول تعالى في محكم كتابه العزيز: وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي لا نبدأها بالبسملة.
سورة التوبة هي سورة مدنيّة ما عدا آيتين فيها الآية مئة وثماني وعشرين، والآية مئة وتسع وعشرين، وهي من السور المئين الوحيدة من السور المدنيّة. عدد آيات سورة التوبة مئة وتسع وعشرون، وهي السورة التاسعة من سورة القرآن الكريم المئة والأربع عشرة، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة المائدة، وتقع في الجزء الحادي عشر الحزب التاسع عشر، والعشرين، والواحد والعشرين، وتحديداً الربع الأوّل، والثاني، والثالث، يسبقها في ترتيب سور القرآن الكريم سورة الأنفال، وتليها سورة يونس.
سمّيت هذه السورة بسورة التوبة لأنّ فيها توبة الله سبحانه وتعالى على الرسول صلّى الله عليه وسلّم والمهاجرين والأنصار من المسلمين الذين اتبعوا الرسول في ساعة العسرة الذين كادوا تزيغ قلوبهم، والذين خلفوا في غزوة تبوك، فقد نزلت هذه السورة في العام التاسع للهجرة بعد الغزوة، وهي تسمّى أيضاً بسورة البراءة وفيها يتبرّأ الله والرسول من المنافقين الذين كانوا سبباً في نزول السورة وهم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أميّة، وقد خرج الرسول الكريم لغزوّ الروم في هذه السنة، وكانت سنة حرّ شديد وسفر، ولذلك فإنّها كانت إبتلاء للمؤمنين في صدقهم وإيمانهم وإخلاصهم لله والرسول والدين، ولتمييز المؤمنين منهم من المنافقين.
أمّا فيما يتعلّق بفضل هذه السورة، فإنّ هذه السورة كانت تلقّب بـ المعبّرة وذلك لأنّها كشفت ما في نفوس الناس من سرائر وخفايا، فعن محمد بن اسحاق يقول: كانت براءة تسمى في زمان النبي المعبرة لما كشفت من سرائر الناس. وكذلك فإنّ بن عباس يقول في هذه السورة عند سأل عليّ بن أبي طالب عن سبب عدم بداية السورة بالبسملة، فإنّ علياً - رضي الله عنه وأرضاه - أجابه بأن قال: لأنّ بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وبراءة يقصد سورة التوبة نزلت بالسيف.
سورة التوبة أسماء أخرى فيما عدا التوبة والبراءة، ومن أسمائها الأخرى الفاضحة لأنّها فضحت المنافقين، وسورة العذاب، وذلك لأنّها ذكرت العذاب والعقاب كثيراُ في آياتها، وهي أيضاً سورة المقشقشة أي المبرّئة من النفاق والمنافقين، وهي أيضاً تسمّى المنّقرة، لأنّها استطاعت أن تنقر لنا ما في قلوب المشركين والمنافقين وتكشفهم، وهي تسمّى كذلك بسورة البحوث وهي صيغة مبالغة تفيد التنقيب والبحث الكثير في قلوب المنافقين والمشركين. كما أنّ سورة التوبة أيضاً تسمّى بـ سورة الحافرة، والمبعثرة، والمدمدمة أي المهلكة، والمخزية، والمنكّلة، والمشرّدة، وهي السورة الثانية من سورة القرآن - بعد سورة الفاتحة - التي تملك ألقاباً وأسماء كثيرة لنفس السورة.
المقالات المتعلقة بمتى نزلت سورة التوبة