تفسير القرآن الكريم لا يُعرَف على وجه الأرض كتاب أعظم من القرآن الكريم؛ لما يحتويه من معانٍ إنسانية، ومبادئ سامية، وتشريعات عظيمة، ترتقي بالإنسان إلى أجلِّ المراتب، وأسماها. ولمَّا كان القرآن الكريم بهذه العظمة فقد عكف علماء الدين ومن تخصصوا بالعلوم القرآنية وغيرهم على تفسير كتاب الله تعالى، في محاولة منهم للحصول على بضع قطرات من بحر كنوزه. ونظراً لما يعانيه العالم اليوم من مشكلات حقيقية، فقد استدعت الحاجة تفسير القرآن من جديد؛ مع الأخذ بعين الاعتبار مشكلات العصر، والمتغيرات الكثيرة الحاصلة في هذا الزمن، وتحييد الأفكار المُستحدثة من التأثير على طريقة فهم كتاب الله. وفيما يلي نستعرض أهمية تفسير القرآن الكريم في الوقت الحاضر، وأبرز الفوائد المُتَأتية من ذلك.
أهمية تفسير القرآن الكريم في الوقت الحاضر - تعظيم الله في نفوس المسلمين، فانشغال بعض الناس بالدنيا وبملهياتها التي لم يعرف لها التاريخ نظيراً قط قد يُبعدهم قليلاً عن الله تعالى، ويحرفهم عن الطريق المستقيم الذي ارتضاه لهم.
- بث الحماسة، والهمَّة العالية في نفوس المسلمين، فالقرآن أعظم دعاة العمل، والمثابرة، والجد، والاجتهاد.
- تعريف المسلمين بسنن الله تعالى في كونه، وفي خلقه، وبالأسباب الموجبة للعزة، والمذلة، ولعلَّ أبرز الآيات التي يحتاج المسلمون إلى فهمها في العصر الحالي، قوله تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[آل عمران:165].
- الاستفادة من دروس الماضي من خلال النظر في القصص القرآني من جديد، والبحث عن مشكلات الحاضر، وتحدِّياته فيها، مما قد يؤدي إلى تمكين الناس من استلهام الحلول الناجعة والفعالة لما يعانون منه من مشكلات، وتحدِّيات.
- تمكين العرب والمسلمين من التصدي للهجمة الثقافية الشرسة التي يواجهونها، والتي من أبرز مظاهرها؛ دخول أفكار جديدة تسعى لهدم تاريخ كامل امتدَّ لأكثر من ألفٍ وأربعمئة عام، واستئصال عادات، وتقاليد أخلاقية حميدة من جذورها، بدلاً من البحث عن مواطن الخلل، وإصلاحها.
- بث الرحمة، والتسامح، والمحبة، في سائر أرجاء الأرض، فضلاً عن أن تمثُّل القرآن في الحياة اليومية، يُعلي من شأن الإنسان؛ خاصة من الناحية الأخلاقية.
- تثبيت قلوب المسلمين، ومنحهم الأمل الكافي لمواصلة دربهم في الحياة صابرين مُحتسبين أجرهم عنده تعالى وحده.
- القرآن الكريم هو أفضل مُعلِّمٍ لنمط التفكير العميق؛ فهذا الكتاب العظيم، بآياته القصار، وكلماته المعجزات، يحمل معاني عميقة، ينبغي على القارئ والمُفسِّر أن يقف عندها، وأن يتعمَّق فيها، وأن يُحلِّلها، وأن يربطها بسابقها، ولاحقها، وبمواضع أخرى عديدة من الكتاب. ولو استطاع أبناء الأمة أن يكونوا عميقين في تفكيرهم لاستطاعوا تجاوز محنهم بكل سلاسة ويسر؛ ذلك أنهم سيصلون ببذل المزيد من الجهد، إلى أساس المشكلات التي يعانون منها.