صفات الشخصية القوية

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: " المؤمن القوي خيرٌ وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف ". في هذا الحديث إشارةٌ قويةٌ إلى الشخصية القوية، فالشخصية القوية هي الأفضل والأحب إلى الله تعالى، وهي مطلب لجميع الناس، فالجميع يسعى لامتلاكِ شخصيةِ قويةِ، لها التأثير الكبير في المجتمع والناس؛ لأنّ هذه الشخصية تدل على الشخصية الناضجة، التي تعرف حقاً ماذا تريد، وتدل على الصحة النفسية للفرد، وهي تُشكّل درعاً واقياً ضد جميع الصدمات، وضد كل الإساءات التي تأتي من الآخرين، فلا أحد يجرؤ على الإساءة لصاحب الشخصية القوية، لأنه يعلم جيداً أن الرد سيكون قاسياً، لأن الشخصية القوية لا تنهزم، وإنّما تتفاعل مع مجريات الحياة.

• الهدوء والاتزان: الهدوء والاتزان من أهمّ صفات الشخصية القوية، فمهما تغيرت المواقف وتنوّعت الظروف، تبقى الشخصية القوية ممسكةً بزمام الأمور، وتتحكم بانفعالاتها العاطفية، فلا تغضب ولا تجزع بسرعة، ولا تُظهر مشاعرها بشكلٍ مفرطٍ أمام الآخرين، وإنما تُحكّم العقل، وتتعامل مع الناس والمواقف باتزان شديد، وهدوء مبهر، وتأثير كبير.
• الالتزام بالمبادئ والأخلاق : لا يمكن أن تُعتبر الشخصية قويّةً إن لم تلتزم بالأخلاق القويمة، والمبادئ الحسنة؛ لأن القوة ليست في الانحطاط الخلقي والتجني على الآخرين، وإنما بالتزام مبادئ الأخلاق، وقول الحق، ورد المظالم.
• الثقة بالنفس : الثقة بالنفس مطلبٌ أساسي كي تكون الشخصية قوية، فلا يمكن أن تجتمع شخصية مهزوزة مع قوة الشخصية، لذلك فإن الشخصية القوية تثق في قدراتها، وتتعامل مع المحيطين على هذا الأساس.
• تنمية الذات : وذلك بالسعي الدائم والمستمر لمعرفة الجديد والأفضل، وتطوير النفس بتعليمها وتهذيبها، والتعرّف على ثقافات جديدة، وزيارة أماكن كثيرة، والقراءة المستمرة، ومعرفة أساليب التواصل مع الآخرين.
• التواضع والاحترام : من لا يملك احتراماً للآخرين، لا يُمكن أن يكون صاحب شخصيةٍ قوية؛ لأنّ الإنسان الذي يحترم الناس ينال هيبةً ومحبةً في قلوبهم، فيعظمونه، ويحترمونه، ويعلون من شأنه، لذلك فإنّ التواضع والاحترام من أهمّ صفات الشخصية القوية التي تتحاشى الغرور، والتجبر، والتكبر.
• قوة الإرادة والعزيمة: من يملك الإرادة الثابتة، والعزيمة الشديدة، يمتلك شخصيةً فذةً، وشخصيّةً قوية ولها قدرة على اتخاذ القرارات، وتشع حيويةً، وتتميز بأنها تستثمر طاقاتها وقدراتها بما هو مفيد، ولا تخشى أن تتقدّم وتتطور.
• التعلم من التجارب : أي لا تقف عند الماضي كثيراً، ولا يُسكتها الفشل، ولا تؤثر فيها كثرة الخيبات والانتكاسات من الدروس، تأخذ منها العبرة، وتتعلم منها لتأخذ الخبرات الكثيرة لتبني حاضرها ومستقبلها.
• تحمّل المسؤولية : الشخصية القوية لا تتهرب من تحمل المسؤولية، حتى وإن كان ذلك يضر مصلحتها، ولا تهتم بالنتيجة إن كانت سلبيةً أو إيجابيةً، وإنما تهتم بقول الحق مهما كان الثمن.