الدَّعوة إلى الله خصّ الله تعالى المسلمين بنعمة الإسلام التي لا يعدلها شيءٌ من النِّعم، ومَنَّ الله علينا بهذه النَّعمة والفضل منه والكرم؛ فكان لِزامًا شُكر هذه النِّعمة عن طريق الدَّعوة إلى الله، والإيمان به وبرسوله، وبالدَّلالة على الخير، والتَّحذير من الشرّ، وتنبيه الغافل وتعليم الجاهل؛ فبالشُّكر تدوم النِّعمة وتزداد.
الدَّعوة إلى الله تعالى لها أهميّةٌ عظيمةٌ، ومكانةٌ كبيرةٌ في الإسلام؛ حتّى إنّ بعض علماء الإسلام اعتبرها من أركان الإسلام؛ لمكانتها وعظيم أثرها؛ فالدَّعوة إلى الله هي المَهمَّة التي أُرسل بها جميع الرُّسل والأنبياء عليهم السَّلام، ثُمّ صار أصحابهم وأتباعهم على نهجهم القويم في الدَّعوة، كما أنّ الدَّعوة إلى الله سببٌ في حِفظ النَّفس والأُمَّة من الهلاك والعِقاب الإلهيّ؛ فالسَّاعة - يوم القيامة- لا تقوم إلَّا بعد هلاك جميع من يدعون إلى الله وإلى الإصلاح في الأرض.
صفات الدَّاعية يُطلق لقب الدَّاعية على من أخذ على عاتقه مَهمَّة الدَّعوة إلى الله تعالى سواءً في مجتمعه أو في مجتمعاتٍ أخرى؛ ولكي يلقى القُبول عند النَّاس ويحقق الغاية التي يسعى إليها وهي هداية النَّاس إلى طريق الله المستقيم عليه أنْ يتمتّع بصفاتٍ، ومنها:
- امتلاك العِلم الشَّرعيّ الكافي للدَّعوة والإجابة على تساؤلات النَّاس، ومعرفة مواطن التَّحليل والتَّحريم.
- اتباع الأسلوب الرَّقيق والكلمة الطَّيبة في الدَّعوة، واختيار الأسلوب الذي يُناسب من تدعو حسب العُمر والدِّين واللُّغة والعادات والمكانة الاجتماعيّة والعِلميّة.
- الابتعاد عن الغضب خلال الدَّعوة أو استعجال النتائج والغضب في حال عدم الاستجابة، بل يجب حينها تغيير الأسلوب والطَّريقة المُتّبعة.
- الصَّبر والحِلم والأناة؛ فالدَّاعي عادةً ما يواجه بالرَّفض وعدم القبول، وأحيانًا الشَّتم والسَّب والإهانة كما حدث للنَّبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إلى الطَّائف يدعو أهلها للإسلام.
- القدوة؛ فيجب على الدَّاعية أنْ يكون القدوة الحسنة للنَّاس فتتطابق أقواله مع أفعاله وتصرفاته حتّى يستطيع إقناع النَّاس بما يريد.
- تقدير الأمور والنَّاس بالشَّكل الجيد؛ فيختار الدَّاعية الوقت المناسب للحديث والنُّصح والوقت المناسب للصَّمت والاستماع.
- البشاشة والصَّدر الرَّحب وسِعة الفِكر والعقل أساسيات الصِّفات في الدَّاعية النَّاجح؛ فالغِلظة وسوء الطِّباع والتَّنفير وكثرة الوعيد بالعذاب في الدُّنيا والآخرة سببٌ لنفور النَّاس وصدودهم عن الدَّاعية وعمَّا يدعو إليه.
- الإكثار من الاستشهاد بآياتٍ من القرآن الكريم والأحاديث الصَّحيحة والأبيات الشِّعريّة والقِصص؛ فالإنسان يتعلَّم ويتّعظ عن طريق ضرب المِثال والدَّليل أيَّما اتعاظ.
- الاعتراف بفضل أولي الفضل عليه من العلماء والمُربين والنّاس، والابتعاد عن نسب الفضل إلى نفسه في عِلمه أو عمله، كما عليه أنْ يُنزل النَّاس منازلهم وأقدارهم؛ فشرط الدَّعوة أنْ تكون بالحُسنى.