شعر عن جمال العيون

شعر عن جمال العيون

إن العيون لها جمال فريد من نوعه والمعروف انها مرآة القلب تعكس ما فيه، وقد تغنى الشعراء بجمال العيون ومن ما تغنوا به، هنا لكم في مقالي هذا شعر عن جمال العيون.

محتويات شعر عن جمال العيون أحمد شوقي

السحر من سود العيون لقيته والبابليّ بلحظهنّ سقيته

الفاترات وما فترن رمايةً بمسدّد بين الضلوع مبيته

الناعسات الموقظات للهوى المغريات به وكنت سليته

القاتلات بعابث في جفنه ثمل الغرار معربدٌ إصليته

الشارعات الهدب أمثال القنا يحي الطعين بنظرة ويميته

الناسجات على سواء سطوره سقماً على منوالهنّ كسيته

وأغنّ أكحل من مها بكفّيه علقت محاجره دمي وعلقته

لبنان دارته وفيه كناسه بين القنا الخطّار خطّ نحيته

السلسبيل من الجداول ورده والآس من خضر الخمائل قوته

إن قلت تمثال الجمال منصّباً قال الجمال براحتيّ مثلته

دخل الكنيسة فارتقبت فلم يطل فأتيت دون طريقه فزحمته

فازورّ غضباناً وأعرض نافراً حالٌ من الغيد الملاح عرفته

فصرفت تلعابي إلى أترابه وزعمتهنّ لبانتي فأغرته

فمشى إليّ وليس جؤذر وقعت عليه حبائلي فقنصته

قد جاء من سحر الجفون فصادني وأتيت من سحر البيان فسدته

لمّا ظفرت به على حرم الهدى لابن البتول وللصلاة وهبته

قالت ترى نجم البيان فقلت بل أفق البيان بأرضكم يمّمته

بلّغ السها بشموسه وبدوره لبنان وانتظم المشارق صيته

من كلّ عالي القدر من أعلامه تتهلّل الفصحى إذا سمّيته

حامي الحقيقة لا القديم يؤوده حفظاً ولا طلب الجديد يفوته

وعلى المشيد الفخم من آثاره خلقٌ يبين جلاله وثبوته

في كلّ رابية وكلّ قرارة تبر القرائح في التراب لمحته

أقبلت أبكي العلم حول رسومهم ثمّ انثنيت إلى البيان بكيته

لبنان والخلد اختراع الله لم يوسم بأزين منهما ملكوته

هو ذروةٌ في الحسن غير مرومة وذرا البراعة والحجى بيروته

ملك الهضاب الشمّ سلطان الربى هام السحاب عروشه وتخوته

سيناء شاطره الجلال فلا يرى إلّا له سبحاته وسموته

والأبلق الفرد انتهت أوصافه في السؤدد العالي له ونعوته

جبلٌ عن آذار يزرى صيفه وشتائه يئد القرى جبروته

أبهى من الوشي الكريم مروجه وألذّ من عطل النحور مروته

يغشى روابيه على كافورها مسك الوهاد فتيقه وفتيته

وكأنّ أيّام الشباب ربوعه وكأنّ أحلام الكعاب بيوته

وكأنّ ريعان الصبا ريحانه سرّ السرور يجوده ويقوته

وكأنّ أثداء النواهد تينه وكأنّ أقراط الولائد توته

وكأنّ همس القاع في أذن الصفا صوت العتاب ظهوره وخفوته

وكأنّ ماءهما وجرس لجينه وضح العروس تبينه وتصيته

زعماء لبنان وأهل نديّه لبنان في ناديكمو عظمته

قد زادني إقبالكم وقبولكم شرفاً على الشرف الّذي أوليته

تاج النيابة في رفيع رؤوسكم لم يشر لؤلؤه ولا ياقوته

موسى عدوّ الرقّ حول لوائكم لا الظلم يرهبه ولا طاغوته

أنتم وصاحبكم إذا أصبحتموا كالشهر أكمل عدّةً موقوته

هو غرّة الأيّام فيه وكلّكم آحاده في فضلها وسبوته

نزار قباني

أسوح بتلك العيون

على سفن من ظنون

هذا النقاء الحنون

أشقّ صباحاً.. أشقّ

وتعلم عيناك أنّي

أجدّف عبر القرون

جزراً.. فهل تدركين؟

أنا أوّل المبحرين على

حبالي هناك.. فكيف

تقولين هذي جفون؟

تجرح صدر السكون

تساءلت، والفلك سكرى

أفي أبد من نجوم

ستبحر؟ هذا جنون..

قذفت قلوعي إلى البحر

لو فكّرت أن تهون

على مرفأ لن يكون..

عزائي إذا لم أعد

أفي أبد من نجوم

ستبحر هذا جنون..

قذفت قلوعي إلى البحر

لو فكّرت أن تهون

ويسعدني أن ألوب

على مرفأ لن يكون..

عزائي إذا لم أعد

أن يقال: أنتهى في عيون..

نزار قباني

ذات العينين السوداوين

ذات العينين الصاحيتين الممطرتين

لا أطلب أبداً من ربي إلا شيئين

أن يحفظ هاتين العينين

ويزيد بأيامي يومين

كي أكتب شعراً

في هاتين اللؤلؤتين

إيليا أبو ماضي

ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديد

لولا نواعسها ولولا سحرها ما ودّ مالك قلبه لو صيدا

عوّذ فؤادك من نبال لحاظها أو مت كما شاء الغرام شهيدا

إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم كنت امرءا خشن الطباع، بليدا

وإذا طلبت مع الصبابة لذّة فلقد طلبت الضائع الموجودا

يا ويح قلبي إنّه في جانبي وأظنّه نائي المزار بعيدا

مستوفز شوقا إلى أحبابه المرء يكره أن يعيش وحيدا

برأ الإله له الضلوع وقاية وأرته شقوته الضلوع قيودا

فإذ هفا برق المنى وهفا له هاجت دفائنه عليه رعودا

جشّمته صبرا فلمّا لم يطق جشّمته التصويب والتصعيدا

لو أستطيع وقيته بطش الهوى ولو استطاع سلا الهوى محمودا

هي نظرة عرضت فصارت في الحشا نارا وصار لها الفؤاد وقودا

والحبّ صوت، فهو أنّه نائح طورا وآونة يكون نشيدا

يهب البواغم صدّاحة فإذا تجنّى أسكت الغرّيدا

ما لي أكلّف مهجتي كتم الأسى إن طال عهد الجرح صار صديدا

ويلذّ نفسي أن تكون شقيّة ويلذّ قلبي أن يكون عميدا

إن كنت تدري ما الغرام فداوني أو لا فخلّ العذل والتفنيدا

يا هند قد أفنى المطال تصبّري وفنيت حتّى ما أخاف مزيدا

ما هذه البيض التي أبصرتها في لمّتي إلاّ اللّيالي السودا

ما شبت من كبر ولكنّ الذي حمّلت نفسي حمّلته الفودا

هذا الذي أبلى الشباب وردّه خلقا وجعّد جبهتي تجعيدا

علمت عيني أن تسحّ دموعها بالبخل علمت البخيل الجودا

ومنعت قلبي أن يقرّ قراره ولقد يكون على الخطوب جليدا

دلّهتني وحميت جفني غمضه لا يستطاع مع الهموم هجودا

لا تعجبي أنّ الكواكب سهّد فأنا الذي علّنتها التسهيدا

أسمعتها وصف الصبابه فانثنت وكأنّما وطيء الحفاة صرودا

متعثّرات بالظلام كأنّما حال الظلام أساودا وأسودا

وأنّها عرفت مكانك في الثرى صارت زواهرها عليك عقودا

أنت التي تنسى الحوائج أهلها وأخا البيان بيانه المعهودا

ما شمت حسنك إلاّ راعني فوددت لو رزق الجمال خلودا

وإذا ذكرتك هزّ ذكرك أضلعي شوقا كما هزّ أنسيم بنودا

فحسبت سقط الطلّ ذوب محاجري لو كان دمع العاشقين نضيدا

وظننت خافقة الغصون أضالعا وثمارهن القانيات كبودا

وأرى خيالك كلّ طرفة ناظر ومن العجائب أن أراه جديدا

وإذا سمعت حكاية من عاشق عرضا حسبتني الفتى المقصودا

مستيقظ ويظنّ أنّي نائم يا هند، قد صار الذهول جمودا

ولقد يكون لي السلوّ عن الهوى لكنّما خلق المحبّ ودودا

المقالات المتعلقة بشعر عن جمال العيون