دمشق هي عاصمة سورية، وهي أقدم مدينة في العالم، ولها العديد من الأسماء مثل: الشام، ومدينة الياسمين؛ وذلك لكثرة أشجار الياسمين بها، وقد اهتمّت بمكانةٍ كبيرة على صعيد الفنون والآداب، وقد نالت اهتمام العديد من الشعراء والأدباء، وهنا سوف نذكر لكم ما تغنّى به الشعراء عن دمشق.
محتوياتوليلتنا على قاسُون لمَّا
خرجنا من منازلنا ذهاباوسرنا والغزال لنا دليل
ووجه غزالةِ الأفلاكِ غاباوغنى والظلام لنا رضيع
وقمتُ وكان رأس الليل شاباونادى بالأذان فقلت أهلاً
بذاك وكنتُ أولَ من أجابالأن الصبح أشهر سيف حرب
وجُنْحُ الليل كان له قراباعالمٌ من نضارةٍ واخضرار
فاتن الوشي عبقري الإطارضمّ دنيا من البشاشة والبشر
وما تشتهي من الأوطارمن فراش على الخمائل حوّام
وطيبٍ مع النواسم ساروينابيع حُفَّل بالأغاريد
تناجي بالساكب الهدّارِوأقاصيص تُسكر القلب والروح
روتها قيثارة الأطياروأغانْ مسلسلات رقاقٍ
فاتنات سالت من الأوكاروأناشيد ردَّدتها السّواقي والتفاف الأنهار بالأنهار
وحقول بالزهر مؤتلقات
من أقاح ونرجس وبهاروتحاسين تأسر الطرف أسراً
وتعاشيب حاليات النثارونسيمٍ يُنشي النفوس نديٍّ
أرج نافح الشذا معطاروثمار كأنها عبق الخلد
عِذابٍ أحببْ بها من ثماروصبايا من الغراس ندايا
قد نمتها عجائز الأشجارسلوة الهائمين، نجوى المحبين،
مراحُ الأرواح والأبصارتتغنى الحقول نشوى من العِطر
وتهتز عن ندى مِخمارأنتِ يا غوطتي مجال اعتباري
يا نعيمي ويا مطاف ادّكارينهلتْ من جمالك السمح نفسي
وتغذّت من وحيه أفكاريعبقت من شذاك هذا السماوات
وماجت بنفحة الأزهارأنت ريحانة من الخلج فاحت
في نعيم حُلّوِ الرؤى سحَّارلله أيام السبوت
بها ومنظرها العجيبْانظر بعينك هل ترى
إلا محباً أو حبيبكل يُبلّغ نفسَه
ما تشتهي مرحاً وطيبْأرض خلت ممن ينغِّص
أو يراقب أو يعيبْفي موطن غنّى الحَمام
به على رقص القضيبْوغدت أزاهرُ روضة
تختال في فرحٍ وطيبْشجرٌ محدق به ومياه
جاريات والروض يبدي ضروباجئته للمقام يوماً فظلنا
فيه شهراً، فكان أمراً عجيباقد دعانا داعي الهوى نحو مِزَّة
قرية تينها حلا وهي مَزَّةكلما هبت النسائم فيها
أخذت معطف الحدائق هَزَّةقد أتينا مع الصِّحاب إليها
بقلوب من الهوى مستفزَّةوسمعنا الطيور في الدوح غنّت
فأذلّتْ دمعَ العيون الأعزّةوصفا في الرياض جدولُ ماءٍ
ونسيم الصبا يجعّد خَزَّهأنا مذ أتيتُ النهرَ آخر ليلة
كانت لنا ذكَّرتُه إنشاديوسألته عن ضفتيه: ألم يزلْ
لي فيهما أرجوحتي ووساديفبكى لي النهر الحنون توجعاً
لمّا رأى هذا الشحوب الباديللشعر منطلق الجوانح هائماً
بين السواقي الخضر والأورادبردى هل الخلد الذي وُعِدوا به
إلاكَ بين شوادن وشواديقالوا: تُحب الشام؟ قلت: جوانحي
مقصوصة فيها، وقلت: فؤاديكفَّ عني والهوى ما زادني
بردُ أنفاسك إلا حرقاليت شعري نقضوا أحبابنا
يا حبيب النفس ذاك الموثقايا لصبِّ أسروا مهجته
بسهام أرسلوها حَدَقاوأداروا بعده كأس الكرى
وهو لا يشرب إلا الأرقايا رياح الشوق سوقي نحوهم
عارضاً من سُحْب عيني غدقاوانثري عقد دموعٍ طالما
كان منظوماً بأيام اللقاأسروا قلبي جميعاً عندهم
بأبي ذاك الأسيرُ الموثقاليت أيام التصابي ثبتت
بالفتى أوليتَه ما خُلقايخالُ به النيلوفر الغضُّ أنجما
سمت في سماء الماء غير أوافلكأن طيور الماء فيه عرائس
جَلَيْنَ على شطّيه خضر الغلائلإذا قابل النهر الدجى بنجومه
أرانا بقعر الماء ضوء المشاكلأهلُ الندى والبأس إن تنزل بهم
تنزل على عُرْبٍ هناك فصاحِالشام منبتهم وكم من كوكب
هادٍ وكم من بلبل صدّاحوطنٌ أعار الخلد بعض فتونه
وسقى المكارم فضلة الأقداحِ وصف دمشقوكم ماجد فيها، وكم عالم بها
تجرّ به ذيلاً على ربّة القرطوكم صالح قد حلّ في فيح سوحها
به يُستقى غيث السماء إذا يبطيبهم سارت الركبان في كل وجهة
وطيب ثناهم قد دعا الناس للغبطنواديهم بالعلم والذكر حيةٌ
وأرقابهم عن منتمى الخير لا تخطيرفعت أمية فيك أعظم دولة
كانت قواعدَها سيوف بنيكِكم من شموس ليس يغرب نورها
من عبد شمس ضمَّها ناديكتهوي قلوبهم إليك صبابة
لولا مشاعر مكة حَجُّوكورمت بصقر قريش عنك نوىً وإن
حسنت عواقبها فما يسلوكوغدا صلاح الدين دونكِ باذلاً
نفساً يُضَنُّ بمثلها ليقيكوظللتِ خالصة العروبة حينما
أُخِذت بنوكِ بمحنة التتريككتب الله أن تكوني دمشقاً
بك يبدا وينتهي التكوينعلمينا فقه العروبة يا شام
فأنتِ البيان والتبيينإنّ نهر التاريخ ينبع في الشام
أيلغي التاريخ طِرْحٌ هجين قصيدة للشامعيني على الشام قد جفت مآقيها
هل مَن يقدِّم لي دمعا لأبكيهاعيني على الشام لا من أجل منفعةٍ
ولا لأجل جزاء من ثوانيهاولا لأجل جمالٍ في مفاتنها
شُلت قوافي شعري أن تحاكيهاولا لأجل ربوع الخير مفعمةً
بالياسَمينِ وفُلٍّ نابتٍ فيهاعيني على الشام قد ضاقت مدامعها
تستعرض الشام آلاماً لتحكيهاتحكي حكاياتٍ مجد دام منشؤها
تحكي حكايات خيرٍ ساكنٍ فيهاتروي البطولة إذْ في الشام قد وُلِدت
وحطمت كل جبار قد طغى فيهاإن شئتمُ فسلوا عن كل طاغيةٍ
في الأرض عاث فساداً في نواحيهاسلوا تبوكَ تحدثْكم بما فعلت
صحابُ نبيِّ الله الرومَ تقصيهاوالقدسَ كم صبرت إتيانَ فاتحِها
فاروقَ أمتنا لله يُعليهاأن ليس للناس عزٌ إن همُ تركوا
دين العزيز وعز اليوم حاكيهاسلوا التتارَ وكم روحاً هنا سفكوا
والأرض ينزف قاصيها ودانيهاهل للتتار بأرض الله مقبرةٌ
إلا الشآم وفي جالوت تحويهاسلوا الصليب وأرتالاً له حملوا
للقدس باغين لا بل خاب باغيهاحطينُ حطينُ كم أعليتِ من شيمٍ
ما جاء بعد صلاح الدين يعليهاشامُ الخليل وكلِّ الأنبياءِ معاً
كُرمى من الله للإنسان يسقيهامسرى النبي وخير الخلق كلهِمِ
محمدٍ بات بالخيرات يحكيهالا خير في الناس إن شام الورى فسدت
وسنةً فرقةٌ تنجو وتعليهالا ضرَّ يردعها أو من سيخذلها
بالحق قامت أسود الشام تحييهاوالخيلُ لا تبكي أن نام فارسُها
بل البكاءُ لفأرٍ بات يؤويهاقالوا له أنت ليثٌ... أو فقل أسدٌ
زمجر كما تشتهي أسمٍع نواحيهافالأسْدُ نامت ولن تصحو إلى أجلٍ
والفأر بات مليكاً حاكماً فيهايا شامُ يا شامُ إن الحق منبلجٌ
محمدٌ قالها والله معطيهابالشام إيمانُنا إن أعصفت فتنٌ
وقد تكفل مولانا بمن فيهاللشام نلجأ إنْ نارٌ لنا حشرت
فيها ملائكةٌ حفت ثوانيهافي الشام ملحمةٌ في دايقٍ سكنت
والروم يلعن أدناها أعاليهاوالقدس تشهد سًحقا لليهود غدا
للكفر طمساً وللأجيال يحكيهايا شام يا شام إن الحق منبلج
محمد قالها والله معطيهاعيسى سينزل في البيضاء مرتكزاً
مستأصلاً رقْبة الدجال يفنيهاقلا تبالي بكيد لا مناص له
ستنتهي فتن قد خاب ساعيهاولا تبالي بفأر لا خلاص له
فالأسد قامت وعين الله تنجيهاسأكتب الشعر للتاريخ يقرأه
الشام باقية والله حاميهاالمقالات المتعلقة بأشعار عن دمشق