أنزل الله تعالى أحكام حياة المسلمين في كتابه العزيز فشمل جميع جوانب حياتهم ولم يترك باباً إلّا وناقشه ولو باختصار، ثم جاءت السنة النبوية الشريفة لتوضّح ما كان مُبهماً في القرآن لتسهيل الأمور على المسلمين وتوضيحها لهم، ومن الجوانب المهمة التي تنظّم حياة الناس؛ عدّة المرأة سواء كانت المطلقة أو الأرملة، فقد اهتمّ الإسلام بالزواج وبكل ما يخصه لحفظ الأنساب وعدم اختلاطها والحفاظ على المجتمع من الآفات الاجتماعية التي قد تظهر نتيجة التساهل بحدود الزواج وشروطه، فما هي عدّة المرأة الأرملة؟
شروط عدة المرأة الأرملةالأرملة هي المرأة التي مات عنها زوجها، وقد حدّد لها الإسلام أن تعتدّ على وفاته أربعة أشهرٍ وعشرة أيامٍ كما ورد في القرآن الكريم (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة:243]، وهذه العدّة تختص بالأرملة غير الحامل، بينما الأرملة الحامل فعدتها فترة حملها وتنتهي مع انتهاء حملها مهما طال أو قصر، لقوله تعالى (وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) [الطلاق:65]، كما لا يجوز للأرملة أن تخرج من بيتها خلال فترة العدّة إلّا للضرورة القصوى، ولا يجوز أن تتزيّن أو تتطيّب.
الحكمة من عدة المرأة الأرملةإنّ لله تعالى أحكاماً من الحدود التي يفرضها على المسلمين ويُمكن للمسلم معرفة الحكمة من حكمٍ ما قضاه عز وجل على المسلمين بشكلٍ مباشرٍ من آيات القرآن الكريم حيث تأتي الآيات معللةً سبب الحكم مثل قوله تعالى:(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) [البقرة:143]، أو من خلال اكتشاف العلماء للفوائد العظيمة المترتبة على الحكم، ومنها حكم العدة للأرملة، لاحتمال اشتمال الرحم على حملٍ، فإذا انتُظر به هذه المدة فإنه إذا كان موجوداً سيظهر وتعلم المرأة والمحيطون بها بهذا الحمل، ويكون قد نفخ الله تعالى به الروح؛ فكما ورد عن النبيّ بأن الجنين في رحم الأم يكون نطفةً خلال الأربعين يوماً الأولى، ثم يصبح علقةً في الأربعين يوماً التالية، ثم يكون مضغةً في الأربعين يوماً الأخرى، ويُنتظر عشرة أيام زيادة لعدم اكتمال بعض الأشهر.
ننوّه إلى أنّه لا يجوز لأحد أن ينتقص من العدة في حال معرفة عدم وجود الحمل بالطرق العلمية الحديثة التي تستطيع معرفة وجود الحمل من عدمه من اليوم الأول للحمل؛ فهذه العدّة لله تعالى وربما ما توصل العلماء إليه هو ناقص وليس كل الحكمة منها لذلك على المرأة أن تعتد.
المقالات المتعلقة بشروط عدة الأرملة