من مقاصد الإسلام العظيم رفع الحرج والمشقة عن المكلفين في أدائهم للعبادات، ومن ذلك في الصلاة، فجعل الإسلام في الصلاة عدة رخص منها رخصتيْ الجمع والقصر في الصلاة الرباعية، وكما نعلم فإنّ السفر لا يخلو من المشقة، بغض النظر عن وسيلة السفر، فالسفر وصف بأنّه قطعة من العذاب، وبكل تأكيد تختلف درجات المشقة وأوصافها، ومن هنا جاء التيسير من الشارع الحكيم على المكلفين فقد رخص لهم أداء الصلاة الرباعية قصراً وكذلك جمعاً، وفيما يأتي تعريف لهاتين الرخصتين مع ذكر شروطهما.
رخصة القصر وشروطهايقصد برخصة القصر إجازة الشارع الحكيم للمكلف اختصار الصلاة الرباعيّة إلى ركعتين اثنتين، وذلك بشروط محددة، أهمها:
وهي إجازة الشارع الحكيم للمسافر أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء، تقديماً وتأخيراً، ومعنى "تقديماً" أن يصلي العشاء في وقت المغرب بعد صلاته للمغرب، أو العصر في وقت الظهر بعد صلاته للظهر، ومعنى "تأخيراً" أن يصلي المغرب في وقت العشاء قبل صلاة العشاء، أو أن يصلي الظهر في وقت العصر، قبل صلاته للعصر، ومن شروط الجمع:
ومن الحالات التي يرخص فيها الجمع بين الصلاتين:
ولكل من هذه الحالات أحكامه الخاصّة.
هكذا تبدو لنا عظمة إسلامنا وشريعتنا الغرّاء التي تقوم على التيسير، ورفع المشقّة، وبكل تأكيد هناك آراء فقهيّة، وهناك خلافات بين الفقهاء ولا سيّما فيما يتعلّق بالجمع بين الصلاتين بسبب المطر، وأياً كان الخلاف، فيجب ألاّ يحملَ المخالف من يتبنى حكماً أو رأياً فقهياً محدداً على رأيه نفسه؛ لأن هذا من التشدد المنهي عنه.
المقالات المتعلقة بشروط الجمع والقصر