شروط اختيار الزوجة

يُعدُ حسنُ اختيارِ الزوجة الخطوةِ الأولى لبدْءٍ حياةٍ سليمة، وعلى ذلك تتحقّق السعادة الزوجيّة، حيثُ يعمُّ بها الاستقرار، وبالتالي في المجتمع، ذلك أنَّ الأسرةَ النواةُ الأولى واللبِنَةُ الهامَّة في بنائه، فهناكَ إذاً معاييرُ هامّة في اختيار الزوج لشريكة حياته، وأخرى يجب توفُّرها في الرجل كذلك.

• الدين والخُلق الحسن، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ : لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ)، وفي الحديث نصٌّ واضحٌ على تقديم معيار الدين على باقي المعايير؛ لما له من أهميَّةٍ في تحقيق السعادة الزوجيّة.
• المسؤوليّة، وإدراك معنى الحياة الزوجيّة، وهي تتحقق بوصول الفتاة إلى درجةٍ من النضج والوعي في كافّة مستوياتِ الحياة، لا سيّما متطلّبات العلاقة الزوجيّة.
• التطابق بين الزوجين والتكاملُ الفكريّ والتربويّ ولو بشكل نسبيّ، ففي هذا خيرُ عونٍ في التربية السليمة.
• أن يكون عنصرُ الجمال متحقّقاً، إضافة إلى عنصر الدين والخلق، ففي تحقق صفة الجمال إشباع لرغبةِ الزوج عن النظرِ إلى غيرها، وسدّ لباب الفتنةِ والفساد في الحياة الزوجيَّة، ولم ينكرِ الإسلامُ هذا الأمر، بل نجد الرسول ـصلّى الله عليه وسلمـ يوجّه الخاطبَ إلى النظر إلى مخطوبتِه، وَتَلَمُّس الصفات التي يجدُها مناسبةً في مظهرِها العامّ، ومن ذلك قولُه -صلى الله عليه وسلم- للمغيرة بن شعبة: (انظُرْ إليها فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما).

من حقّ الزوجةِ أيضاً أنْ تشترطَ في الزوجِ صفاتٍ ومقوّماتٍ مناسبة، ومنها ما يلي:

• الدين والخلق ابتداءً؛ لقوله -صلى الله عليه وسلّم-: (إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأنكحوه، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ، وفسادٌ كبيرٌ) فهذه صفاتٌ مشتركة بين الزوجيْن، وليس لأحدهما أن تكونَ فيهِ دون الآخر.
• القدرة على تحمُّل تبعاتِ الزواج الماديَّة، حيث إنّ النفقة من مسؤوليّة الزوج، فلا بدَّ من توفّر الحدّ الأدنى من هذه الناحية، حيثُ تتعدّدُ وتتنوّعُ أحكامُ الزواجِ بين الواجبِ، والسنّة، والحرام، وغير ذلك.
• قوّة الشخصية ونفاذُ الرأي، فهذه صفة شخصيّة تستحسنها الزوجةُ في شريكِ حياتها.
• الوعي والثقافة بما يحقّق انسجاماً وتوافقاً لبين أفكارِ كلٍّ منهما، ولو بشكلٍ نسبيّ.

من شأنِ الاختيار السليمِ من كلا الطرفيْن أنْ تتحقّقُ شروطُ وشكلُ الحياة الزوجيّة النّاجحة، حيث ينبغي على كلٍّ منهما أنْ يحقّق في ذاته العواملَ التي يراها مناسبةً في الطرفِ الآخر، كما يجب أن تكون هذه المعايير ثقافةً عامَّة في المجتمع ليحْسُنَ من خلالها بناء الفرد، والأسرة، والمجتمع معاً.