رمضان شهر التوبة

رمضان شهر التوبة

تُفتح أبواب التوبة في شهر رمضان المبارك لمن أراد التوبة وتغيير حياته إلى الأفضل وإرضاء الله تعالى؛ فشهر رمضان هو شهر الخير والبركة وشهر الإحسان وشهر العتق من النار؛ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يتم فتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادِ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".

ما أجمل التوبة لله تعالى وما أجمل الغفران، وأن تبكي بين يديّ الله وينكسر قلبك في هذا الشهر فتشعر براحةٍ لا توصف؛ فشهر رمضان فرصة لا تعوّض أبداً للتوبة والرجوع إلى الله، ففيها يغلق الله تعالى أبواب النار ويفتح أبواب الجنة، كما أنّ مردة الشياطين يربطها الله تعالى عن الإنسان فتصبح التوبة أسهل من الأشهر الأخرى، كما أنّ المظاهر الدينيّة التي تظهر في هذا الشهر تزيد من عزيمة المسلم على التوبة.

يمكن اتباع نظام معين خلال شهر رمضان للتوبة مثل الصوم والإكثار من الصلاة والصدقات، والابتعاد عن المعاصي مثل مشاهدة التلفاز والابتعاد عن مجالس النميمة والغيبة، وعدم ايذاء الناس. ولا تنسى أنّ الله تعالى يبدّل جميع السيئات إلى حسنات عند التوبة النصوحة، ولا يفرّط في هذه التوبة إلّا الجاهل الذي يهتم لدنياه والحياة الفانية ولا يتطلّع لآخرته، فقال رسول الله عليه وسلم في حديث قدسي: قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك وما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي".

فكن ذا عزيمة صادقة وابتعد عن أصدقاء السوء، وتذّكر أنّ الله غفور رحيم فارجع إلى الله مهما بلغت همومك، واستمر في توبتك ولا ترجع عنها، واندم على ما فات من عمرك وأقلع عن ذنبك، واعزم كل العزم على عدم الرجوع إليه ولتكن عزيمة صادقة، وادعُ بالدعاء التالي: "اللهم لك الحمد كله أنت أوجدتني ورزقتني وجعلتني مسلماً، اللهم سبحانك قد عصيتك بنعمتك، سبحانك خالفتك مع عظمتك، اللهم لا تغفر لي فمن يغفر لي وإن لم ترحمني فمن يرحمني، اللهم إني عائد إليك تائباً فبرحمتك ومغفرتك ولطفك استغيث، لا تردني واقبلني يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات"، وأكثر من ترديد (ربي اغفر لي) والاستغفار يومياً.

ولا تقتصر التوبة في شهر رمضان فقط بل في كلّ الشهور، فارجع إلى ربك وتذكّر فضله عليك رغم معصيتك، ونوّر قلبك بالإيمان والصدق، والتزم بصلاتك، والصلاة على رسول الله، وتحلّى بمكارم الأخلاق والصدقة، وقم بالأعمال التي تنفعك بعد موتك فالدنيا فانية وغير دائمة، ولا تقابل ربك وأنت على معصية ولا تهرب من نفسك بل حاسبها على كل خطأ تقترفه في حق نفسك حتى لا تندم فيما بعد، ولا تقل ذنوبي كثيرة فكيف سيغفر لي، فكما قلنا سابقاً فالله غفور رحيم.

المقالات المتعلقة برمضان شهر التوبة