شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركات والرحمة، وهو سيد الشهور جميعاً، وشهر القرآن الكريم؛ حيث أنزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن الكريم على سيدنا محمد. شهر رمضان هو أحد الأشهر القمرية، الذي يأتي بعد شهر شعبان، ويليه شهر شوال، وقد اختصّ الله سبحانه وتعالى هذا الشهر من بين الشهور ليكون شهر العبادة، ففيه يؤدّي المسلمون فريضة الصّيام، وهي فريضةٌ تعدّ الركن الخامس من أركان الإسلام، ومن الميزات العظيمة لشهر رمضان أيضاً أن فيه ليلة القدر، التي جعلها الله تعالى في العشر الأواخر منه، وهي ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، والعبادة فيها بأجرٍ مُضاعف من الله تعالى، وتعدل عبادة ثمانين عاماً وأكثر.
في شهر رمضان المبارك تتضاعف الحسنات، وتُصبح الحسنة بعشرة أمثالها، وفي كل حرفٍ من القرآن الكريم عشر حسناتٍ، وهو فرصة لكل مُسلمٍ ومسلمة كي يتزوّد من الخير والأجر العظيمين، كما أنّ الدعاء فيه مُستجاب، فللصائم عند فطره دعوةٌ لا تُردّ أبداً، وهذا تكريمٌ من الله تعالى لعباده المؤمنين، الذي جعل شهر رمضان المبارك من الأوقات الشريفة، التي يستجيب الله سبحانه وتعالى فيها الدعوات.
جعل الله سبحانه وتعالى لشهر رمضان ميزةً عظيمةً، لا تنبغي لغيره من الشهور، فأوّله رحمة، وهي أول عشرة أيامٍ منه، يُبسط الله سبحانه وتعالى فيها رحمته على عباده المؤمنين، وأوسطه مغفرة، يغفر الله تعالى في أيّامه الوسطى الذنوب والخطايا لمن يشاء من عباده، أمّا آخره فعتقٌ من نار جهنم، يُعتق الله في أيامه الأخيرة من يشاء من عباده من نار جهنم، فلا يدخلونها أبداً.
تكثر في شهر رمضان الصدقات والعبادات؛ فأجر الصدقات فيه مُضاعف، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جوداً وكريماً دائماً، لكنه كان أجود ما يكون في شهر رمضان المبارك، ففيه يشعر الأغنياء بحاجة الفقراء، وتسمو النفوس والأرواح، وتصدح مآذن المساجد بأصوات الصلوات، خصوصاً صلاة التراويح.
خصّص الله سبحانه وتعالى لعباده الذين يصومون في شهر رمضان أجرٌ عظيم، وجعل باباً من أبواب الجنة يدخل منه الصائمون في رمضان، واسمه باب الريّان، كما وردت الكثير من الىيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة التي تُعظم أجر الصيام والقيام في شهر رمضان المبارك، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة: 185]
يُعتبر شهر رمضان المبارك فرصةً عظيمةً ليتقرّب فيه العبد من خالقه، ويجب على كل مسلمٍ ومسلمةٍ أن يستغلّ هذه الفرصة الثمينة، ويقيم الشهر ويؤدّي عبادته على أكمل وجه.
المقالات المتعلقة بموضوع تعبير عن شهر رمضان المبارك