أعقبت الحرب الباردة المندلعة منذ منتصف الأربعينات وحتّى منتصف التسعينات تقسيماً لدول العالم على أساس التقدّم والتطوّر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، فتمّ تصنيف هذه الدول إلى ثلاثة عوالم: العالم الأول، والعالم الثاني، والعالم الثالث، ويضمّ كل عالم مجموعةً من الدول التي تشترك بصفاتٍ معينة ترتبط بشكل وطيد فيما بينها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية غالباً.
العالم الثالثهو أحد المصطلحات المنتمي لكل مجالات حياة الشعوب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويشير إلى جميع الدول من غير المنتمية للعالمين الأول والثاني، وظهر مصطلح العالم الثالث لأول مرة ضمن مقالة قدّمها الاقتصادي الفرنسي ألفريد سوفيه في عام 1952م، وأشار فيها إلى أنّ الدول التي لا تنضم إلى الدول الغربية والشيوعية هي دول العالم الثالث، ويُطلق مصطلح العالم الثالث أيضاً على الدول النامية.
تتّصف دول العالم الثالث بالتأخّر بالمستوى المعيشي عند مقارنتها بالدول الصناعية المتقدمة؛ إذ يرتفع معدّل النمو السكاني بشكل أكبر من مستوى التقدم الاقتصادي، وتُصاب هذه الدول بداء التخلّف الاقتصادي، ولم تؤثّر الثورة الصناعية المندلعة في القرن التاسع عشر بهذه الدول.
خصائص العالم الثالثتُصنّف الخصائص التي تلتصق بدول العالم الثالث إلى صنفين رئيسييّن، وهما:
تعرف دول العالم الثالث بأنها تلك الدول التي تفتقر للطاقة الإنتاجية والتقنية والمالية والتدريبية التي تساعدها على استغلال المواد الأولية التي تنتجها، وبالتالي تلجأ لبيع هذه المواد الأوليّة بأرخص الأثمان لدول العالم المتقدّم، وتقوم الأخيرة بدورها بتصنيعها وإنتاج السلع والخدمات وإعادة بيعها لدول العالم الثالث بأغلى الأثمان، ويُعتبر هذا استغلال واضح المعالم من الدول المتقدّمة لدول العالم الثالث.
كما تتّصف دول العالم الثالث البالغ عددها مائة وعشرون دولة بانتشار الفقر والبطالة وانخفاض المستويات التعليمية، وانتشار الأميّة بشكل كبير، ويمتهن سكانها الزراعة، وتعتبر أيّ دولةٍ خارج نطاق الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والدول المتحالفة معها في الحرب الباردة ودول حزب الناتو والدول المحايدة بأنّها دول العالم الثالث والتي تضمّ غالبية دول آسيا وإفريقيا.
المقالات المتعلقة بدول العالم الثالث