مدينة كيب تاون (بالإنجليزية: cape town) هي مَدينةٌ تقع في دولة جنوب إفريقيا٬ وتُعتبر من أشهر المُدن السياحيّة في العالم، وتُعَد العاصمة السياحية والعاصمة التشريعية لدولة جنوب إفريقيا٬[١] بالإضافة إلى كونها المركز الإداري والاقتصادي لمُقاطعة كيب الغربية. تبلغ مساحة المدينة 2,461 كيلومتراً مربّعاً، في حين يبلغ عدد سكانها 3,740,026 مليون نسمة٬ وذلك حسب إحصائيات عام 2011م٬ وهي بذلك تكون ثاني أكبر المُدن من حيث تعداد السكان بعد مدينة جوهانسبرغ.[٢]
تتمتّع كيب تاون ببيئةٍ جميلةٍ جداً٬ تتراوح ما بين الجبال والشواطئ؛ حيث تمتدّ أجزاء من المدينة وضواحيها حول مُنحدرات جبل تيبل الذي يبلُغ 1086 متراً من الارتفاع٬ بالإضافة إلى امتدادها على القِمم المجاورة والمطلّة على شواطئ خليج تيبل٬ بينما تمتدّ أجزاء المَدينة الأخرى تحت سفوح الجبال، وتمتدّ جنوباً على خليج فالس. يُشكَّل سُكان مدينة كيب تاون أحد أهمّ ميزاتها؛ حيث تتكوّن من العَديد من الأعراق والديانات المختلفة التي تتجانس فيما بينها٬ من أهمّها الآسيويين٬ والسود٬ والبيض، ويتحدّث سُكانها اللُغتين الإفريقانية والإنجليزية.[٣]
جغرافية كيب تاون الموقعتقع مدينة كيب تاون في الجزء الجنوبي الغربي من دولة جنوب إفريقيا، في مقاطعة كيب الغربية تحديداً،[٤] تُمثل المدينة أقصى نُقطة في القارة الإفريقيّة٬[١] وتقع في الطرف الشمالي من شبه جزيرة كيب، إلى الشمال من رأس الرجاء الصالح٬[٣] وتطُلّ سواحل المدينة على سواحل المحيط الأطلسي.[٥] تمتدّ إحداثيات المدينة بين ″26 ′25 °18 شرقاً٬ و ″31 ′55 °33 جنوباً،[٦] وترتفع المدينة ٢٥ متراً فوق مستوى سطح البحر، وهي تتبع التوقيت القياسي لجنوب أفريقيا (sast).[٤]
المُناختتمتع كيب تاون بمُناخٍ يُشبه مناخ البحر الأبيض المتوسط٬ والذي يتميّز بالدفء في فصل الشتاء وبالحرارة والرطوبة في فصل الصيف.[٣] يمتدّ فصل الشتاء في المدينة من نهاية شهر مايو حتّى نهاية شهر أغسطس، وتشهد المدينة قدوم جبهات هوائيّة باردة لفتراتٍ قصيرةٍ خلال فصل الشتاء، أمّا فصل الصيف فيكون من بداية شهر نوفمبر حتى شهر فبراير، ويتميّز فصل الصيف بأنّه دافىء وجاف؛ إذ يبلغ مُعدّل درجات الحرارة °٢٠ درجة سيليزية، كما من المُمكن أن تتأثّر المنطقة برياح جافة في نهاية شهر فبراير وبداية شهر مارس ممّا يجعل الحرارة عالية جداً خلال فصل الصيف.[٧]
السياحةتُعدّ مدينة كيب تاون من أشهر المُدن السياحيّة في دولة جنوب إفريقيا وفي القارة الإفريقيّة أيضاً، ويعود السبب في ذلك إلى مناخها المُعتدل طوال السنة، والمَناطق الطبييّعة الجذابة، والتنوّع الكبير في الأنشطة المتوفرة في المدينة؛ إذ توجد في المدينة العديد من الأماكن التي تعدّ مناطق جذب سياحي للسُياح من حول العالم. في شهر نوفمبر من عام 2013م حصلت مدينة كيب تاون على أعلى نسبة تصويت في كونها أفضل مدينةٍ عالميّة في قائمة الجوائز السنويّة للسفر في جريدة التلغراف.[٨] من أبرز الأماكن السياحية في مدينة كيب تاون:
تتمتّع مدينة كيب تاون باقتصادٍ متوسّط ومُتنوّع المصادر؛ حيث تعتمد المدينة بشكلٍ أساسيّ على ثلاثة قطاعات رئيسية٬ وهي: القطاع المالي٬ وقطاع التأمين٬ والعقارات٬ وخدمات الأعمال٬ والتصنيع٬ والتجارة بالجُملة والتجزئة،[٢] كما تُساهم موانئ المدينة في دعم اقتصادها بشكلٍ كبير؛ حيث يُعدّ ميناء خليج تيبل أحد أبرز المَوانئ لتصدير الفواكه٬ كما يتمّ تصدير الأسماك عبر الموانئ أيضاً٬ وتقوم المدينة بتوفير تسعة أعشار احتياج قارّة إفريقيا من الأسماك، وتوجد في المدينة مصفاة للنفط والمواد الكيميائية، ومَصانع لتجميع السيارات.[٣] في عام ٢٠١١م وصل الناتج المحلّي الإجمالي للمدينة إلى 203.581 مليون راند (15.041 مليون دولار).[٢]
تاريخ كيب تاونيعود أوّل ظهورٍ لمدينة كيب تاون في التاريخ إلى عام 1652م، وذلك عندما أنشأت شركة الهند الشرقية الهولندية محطّة استراحة للسفن على شواطئ خليج تيبل؛ حيث شَكّل الموقع مَكاناً رائعاً٬ ووفّر المياه العذبة٬ والأرض الخصبة٬ ومَرسى جيداً للسفن، وكان أوّل رحّالةٍ وصل إلى المدينة البُرتغالي أنطونيو دي سالدانا، ونظراً إلى أنّها كانت أول موطئ قدم للأوروبيين تمّت تسميتها بالمدينة الأم. كان السكّان الأصليين للمدينة هم شعب خوي خوي، بالهولندية (khoekhoe)٬ وكانوا يَعتَمدون على الرعي والصيد.[٣]
ساعد هؤلاء السكان الأوروبيين من خلال توفير الماشية٬ ولكن لم يُساهموا في الأعمال الأخرى؛ حيث أحضرت الشركة الهندية العبيد إلى المدينة من شرق أفريقيا٬ ومدغشقر، ومنطقة خليج البنغال في عام 1658م. مع قدوم العبيد من مناطق مختلفة أحضروا معهم ثقافتهم وديانتهم٬ وخُصوصاً المُسلمين القادمين من جزر الهند الشرقية، ونتيجةً للتنوّع العرقي الكبير الذي شَهدته المدينة بدأ الأوروبيون٬ والعبيد٬ والسكان الأصليون بالاختلاط ببعضهم البعض٬ وزاد عدد سكّان المدينة بشكل مُلفت.[٣]
خلال حرب السبعة أعوام بدأت السفن البريطانيّة والفرنسية بالتوافد إلى المدينة٬ وأطلق البريطانيون عليها اسم كيب تاون رسميّاً في عام 1773م. في عام 1781م حاولت السفن البريطانيّة احتلال المدينة٬ فأنشأ الفرنسيون حاميةً لمساعدة الهولنديين في الدفاع عن المدينة ضدّ الهجوم البريطاني؛ حيث أسهم الوجود الفرنسي بشكلٍ كبير في ازدهار المدينة٬ وأثّر على العمارة والثقافة المحلية.[٣]
في عام 1806م احتلّت بريطانيا مدينة كيب تاون مرّةً أخرى، وجلب الاحتلال البريطاني في القرن التاسع عشر مفاهيم جديدة في الحريّة والبرلمان والقضاء؛ ففي عام 1828م تمّ تعيين مواطنين كمُستشارين للمجلس الحاكم٬ وفي عام 1834م تمّ القضاء على مفهوم العبودية تماماً٬ وفي عام 1881م تأسّست العديد من البلديات المُنفصلة؛ حيث شهدت المدينة بعد ذلك الكثير من التطوّر٬ فشُيّدَت الطرق٬ ودخلت الكهرباء إليها، وفي عام 1913م اجتمعت المَجالس البلديّة من كيب تاون والعديد من البلدات المجاورة، وشكّلت مدينة كيب تاون الكبرى.[٣]
المراجعالمقالات المتعلقة بأين تقع كيب تاون