السباحة نوعٌ من الرّياضات العالميّة المهمّة، والتي لها شعبيّةٌ كبيرةٌ بين النّاس، ويعود أصلها إلى العصر الحجريّ منذ أكثر من 2000 سنةٍ قبل الميلاد، وبدأت ممارستها كرياضةٍ في قارّة أوروبا عام 1800م، ثمّ أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من الألعاب الأولومبيّة، وأولّ مباراةٍ حدثتْ في أثينا باليونان عام 1896م.
للسباحة فوائد صحيّةٍ عديدة فهي تقوّي العضلات، وتشدّ الجسم من التّرهلات، كما أنّها تمنح الشخص لياقةً بدنيّةً عالية، وتُساعد على خسارة الوزن بفعاليّة؛ لذلك أوصى بها خبراء التخسيس والتغذية.
تنمّي رياضة السباحة القدرات العقليّة للشّخص وتكسبه الثقة العالية بنفسه، بالإضافة إلى ذلك تخلّصه من المخاوف، وتعلّمه الشّجاعة والمواجهة، لكنْ هناك العديد من الأشخاص يفضلّون تعلّم السباحة وليس لديهم القدرة الماديّة لتعلّمها، وبعضهم يخافون على أولادهم من تركهم في النوادي، لذلك سنتحدث في مقالنا هذا عن خطوات تعلّم السباحة.
خطوات تعلّم السباحة - يبدأ تعليم السباحة على اليابسة، وذلك لتعلّم الحركات، من خلال الخطوات التالية: جلوس المتدرب على الأرض مع وضع يديه إلى الخلف، وتركيز ثقل جسمه عليهما، والتنوع في الحركات من خلال رفع الساقين، ثمّ مدهمها، ثمّ رفعهما ومدّهما وهكذا.
- يجب الأخذ بعين الاعتبار أنْ يكون المسبح مجهّزاً بشكلٍ كامل، بحيث يحتوي على جزءٍ يصل ارتفاعه إلى سرة المتدّرب حتى يزيل الخوف الذي يشعر به في البداية، كما يجب أنْ يكون الماء دافئاً خصوصاً للأطفال، لكي لا يخافوا من الماء البارد، ومن الأمور الضروريّة جداً أنْ يكون المدرّب متقناً للسباحة، وله القدرة على إنقاذ المتدّرب في حال حدوث أيّ طارئ.
- إزالة الشّعور بالخوف: يتعرّض المتدرّب في المرّة الأولى للخوف الشديد، ويكون متوتّراً، وقد يرفض التّدريب، بالتالي يصعب تعليمه، لذلك يجب على المدرّب أنْ يُزيل القلق من قلبه، وذلك عن طريق إقناعه بالنزول إلى الماء، وأنّه أمرٌ سهلٌ وليس صعباً، ووضعه في الجزء غير العميق من المسبح، وعدم دفعه إليه بالإجبار، لكي لا يشعر بالصّدمة أو الخوف وخاصةً الأطفال.
على المدّرب أن يدع الأطفال يلعبون قليلاً في الماء، ويتبادلون الحركات حتى يعتادوا عليه، ويرغبوا في تعلّم السباحة، ويحبّوا المسبح دون الشعور بالخوف، وبعد ذلك يعلم المدرّب الطفل وضع وجهه في الماء، وأن يلمس أقدامه، مع تكرار الخطوة أكثر من مرّة، إلى أن يعتاد وضع رأسه في الماء لوحده.
- الطفو في الماء والانزلاق: في هذه الخطوة يترك المتدرّب جسمه طافياً على الماء من دون تحرّك، حيث تُعلّمه هذه الخطوة إزالة الخوف والشعور بالأمان أكثر، وأنّ الجسم يطفو تلقائيّاً على الماء، ثم يدفع سور المسبح برجليه، ووجهه في الماء، والوقوف عند إتمام الحركة، وتُسمّى بالانزلاق.
- ضربات الأرجل: يمسك المتدّرب سور المسبح ويضرب برجليه دون ثني ركبتيه، بحيث تكون الحركة من مفصل الفخذ، وإذا أتقن حركة ضربات الأرجل، يقوم في الماء مع ضربات الأرجل في الوقت نفسه، من دون تحريك يديه.
- استخدام اليدين: يستخدم المتدرّب يديه في هذه المرحلة، من خلال تحريك اليدين من الأمام إلى الخلف بالتبّادل، وبعد تعلّم الحركة بإتقان يطبقها أثناء الانزلاق، ويستخدم الحركات السابقة جميعها.
- التدّرج في رفع الوجه داخل الماء: يُعلّم المدرب متدرّبه على رفع الرّأس بشكلٍ تدريجيّ مع تحريك اليدين بقوةٍ كبيرة، واستخدام ضربات الرّجلين وحركاتِ الأيدي، ويستغرق تعليم هذه الخطوة يومين أو أكثر، حتى يُتقن رفع رأسه أثناء السباحة.
- السباحة في الجزء العميق، والوقوف في الماء: وهي على مرحلتين، الأولى تخطّي الخوف من الجزء العميق للمسبح، بحيث يشرح المدّرب للمتدّرب أنّ الجسم يطفو فوق الماء دون إتمام أيّ حركة، فيطلب منه المدرب القفز في المسبح دون القيام بأيّ حركاتٍ حتى يطفو جسمه ويخرج رأسه من الماء، وبعدها يُمسك بجانب المسبح، ويكون المدرّب معه لكي يشعر بالأمان.
- المرحلة الثانية يتعلّم فيها المتدرّب الوقوف في الماء، ويتجّه نحو الجزء العميق، ويجب أنْ يركن إلى جانب المسبح، لكي يتمكّن من الإمساك به إذا شعر بالتعب، ثمّ يقف عاموديّاً مع تحريك رجليه إلى الأسفل بالحركة نفسها التي يفعلها أثناء ركوبه الدراجة، ويضرب الماء برجله إلى الأسفل ويسحبها، ثم يكرر الحركة نفسها بالرجل الأخرى، ويجب أن تكون حركة اليدين مشابهةً لحركة الرجلين، ويكرّر هذه الخطوة حتى يُتقن السباحة تماماً.