خصائص شعر أبو تمام

خصائص شعر أبو تمام

الشعرالعباسي

تطوّر الشعر العربيّ في العصر العباسيّ بشكلٍ كبيرٍ، وذلك من خلال تطوّر معانيه، وأساليبه، حتى تتماشى مع طبيعة الحياة الجديدة، ومظاهر الترف والفنون المعماريّة التي ظهرت، فزاد الإقبال على استخدام المحسّنات البديعيّة، والمعاني والألفاظ السهلة، ودخول الكلمات الأعجميّة وتعريبها، ومن الشعراء الذين ذاع صيتهم في العصر العباسيّ، وامتدّت شهرته لوقتنا الحاليّ، هو الشاعر أبو تمام الطائيّ، وفي هذا المقال سنتعرّف على أبي تمام، وخصائص شعره.

التعريف بأبي تمّام

أبو تمام لقبٌ وكنيةٌ أطلقت على الشاعر حبيب بن أوس الطائي، الذي ولد في سوريا في نهاية القرن الثاني للميلاد، درس العلوم الإسلاميّة واللغويّة في مساجد دمشق، وبعدها تنقّل في أنحاء الوطن العربيّ، من أجل الحصول على العلم والمجد، وخلال رحلته التقى بديك الجنّ عبد السلام، ومنه أخذ الصنعة اللفظيّة التي اعتمد عليها البديع.

خصائص شعر أبي تمام

تميّز شعر أبي تمّام بأسلوبٍ ميّزه عن غيره من الشعراء، وبخصائص فنيةٍ تعتبر أصل شعره وأساسه، ومن هذه الخصائص ما يأتي:

  • المعاني والأخيلة: تأثرت المعاني التي استخدمها أبو تمام في أشعاره بثقافة المجتمع السائدة، وساعد ذلك على اتساع الصور الشعريّة في شعره، ولذلك لُقب بشاعر المعاني، حيث اتّسمت معانيه بالمميزات والخصائص الآتية:
    • دقّة الأفكار وعمق المعاني: تجنّب أبو تمام المعاني السطحية التي لا تحرّك شعور الناس، ولا تترك أثراً في نفوسهم، فاتجه نحو استخدام المفردات ذات المعاني العميقة، وقد ساعده في ذلك ذكاؤه وفكره العميق.
    • الواقعية وسعة الخيال: تنقّل أبو تمام بين استخدام المعاني والمفردات العميقة، وبين الواقعية، وذلك حسب موضوع القصيدة، حيث استمد أفكار ومفردات قصيدته (فتح عمورية) من الأحداث التي وقعت خلالها.
    • المبالغة: تأثر أبو تمّام بمبالغة الفرس في تعبيراتهم، وولعهم بالتكلّف، فاتخذها صنعةً وأسلوباً خاصّاً في شعره، وذلك حتى يُعجب الناس بشعره وذكائه الخارق.
    • الأدلة المنطقية: كثر استخدام الأدلة في شعر أبي تمام، وذلك ليتماشى مع طبيعة الحياة في ذلك الوقت، حيث كثر استخدام التشابيه الضمنية في شعر، حتى يقتنع الناس بشعره.
    • المحسّنات المعنوية: تفنّن أبو تمّام باستخدام المحسنات المعنوية كالطباق والمقابلة، والكناية والتلميح، حيث امتلأ شعره بها بشكلٍ عامٍ، والطباق بشكلٍ خاصٍ.
  • أغراضه الشعرية: كتب أبو تمام في جميع الأغراض الشعرية باستثناء الهجاء، وكان النصيب الأوفر من شعره في المديح والرثاء، وعلى الرغم من بلاغته وفصاحته، وذكائه الحاد في استخدام الألفاظ والمعاني، إلا أنّ براعته الشعرية لم تظهر في كلّ الأغراض، وفي كل المواقف، كما أنّها اختلفت حتى في القصيدة الواحدة.

المقالات المتعلقة بخصائص شعر أبو تمام