خصائص النثر الجاهلي

خصائص النثر الجاهلي

النثر الجاهلي

العصر الجاهليّ هو العصر الذي بدأ بقرنٍ ونصف، أو قرنيْن قبل البعثة النبويّة الشريفة، ولفظة الجاهلية ليستْ مشتقة من الجهل الذي هو ضدّ العلم، وإنّما الجهلُ بالدين والإله، حيث كانت لدى العرب في الجاهلية الكثيرُ من المعارفِ والعلومِ المختلفة، فنزولُ القرآنِ الكريم بلغتهم ما هو إلاّ دليل على أنّه يُخاطب قوماً وصلوا إلى درجةٍ كبيرةٍ من البلاغةِ والفصاحة.

خصائص النثر الجاهلي
  • وضوح المعاني وأصالتها: فهي مستمدّة من القيم الخُلقية، والفضائل الاجتماعيّة، التي تعرفها وترتضيها المروءةُ العربيّة في هذا العصر، كما تصدرُ عن عاطفةٍ صادقة، تصدرُ من عفو الخاطر دون تكلُّف أو مبالغة، كما تتميّز هذه المعاني بالوضوح بعيداً عن الغموض.
  • كثرة الأمثال والحكم: فالمتتبّع والقارئ للنثر الجاهليّ بجميع أقسامه يجدُه مليئاً بالحكم والأمثال التي تعبّر عن تجارب الجاهليّين في الحياة؛ لذلك جاءت وصاياهم وخطبهم بسيطة تُعبّر عن بساطة الحياة.
  • صفاء التعبير والابتعاد عن التكلُّف في الصياغة: حيثُ يتّصف النثر الجاهليّ بأنّه قصيرُ الجمل، وجَزِلُ الألفاظ، وجميلُ الصياغة، كما أنّ أسلوبه قد يكون مرسَلاً في الكثير من الأحيان، أو مسجوعاً منسجماً مع الفطرة البدويّة التي لا تعرف التصنّع والغرابة.
  • قلّة التصوير الفنيّ: لا يخلو النثرُ الجاهليّ من الصور الفنيّة، والتشبيهات، والكنايات المختلفة ولكنّها قليلة؛ وذلك لأنّ الإنسان الجاهليّ يميل إلى التقريرِ في عرض الأفكار، كما أنّ هذه التشبيهات مستمّدةٌ من البيئة الحسيّة المحيطة بالعرب، كقولهم: ((أن ترد الماء بماءٍ أكيس))، حيثُ يُضرب هذا المثل في أخذِ الحيْطة والحذر.

أهم الفنون النثرية في العصر الجاهلي
  • الخطابة: وهي فنٌّ نثريّ يُلقيه الخطيبُ مشافهةً أمامَ مجموعةٍ من الناس، وذلك بهدف التأثير فيهم، وإقناعِهم بما يريدُ قولَه، حيثُ كان لكلّ قبيلةٍ من القبائل خطيبٌ يدافعُ ويُنافحُ عنها، ولكن من أشهرِها قبيلةُ تميم ممثّلة بخطيبها أكثم بن صيفيّ، وقبيلة إياد وخطيبُها قُسّ بن ساعدة، وقد تعدّدت الموضوعات التي تضمّنتْها الخطبة منها الحثُّ على القتال، والدعوة إلى حقن الدماء، وكذلك في المواسم الدينيّة والاجتماعيّة المختلفة.
  • الأمثال: والمثلُ قولٌ سائر مُختصر، والقصد منه تشبيهُ حالِ الذي قيل فيهِ بحالٍ آخرَ مشابهٍ له، وقد حافظت الأمثال على صورتها الأصليّة الجاهليّة؛ بسبب كثرةِ ورودِها على ألسنة النّاس، واقترانها بالحكايات والمواقف المتنوّعة.
  • الحكم: والحكمة قولٌ خالدٌ يُعبّر عن خبرة ونظرة إنسانيّة عميقة، بحيث تكون خُلاصةً للكثير من التجارب التي يخوضها الجاهليّ، وتظهر الحكم في الكثير من الفنون النصريّة الجاهليّة كالخطبة والوصية، كوصيّة عمرو بن كلثوم.
  • الوصايا: وهي فنّ نثريّ يُمثّل قولاً وفكرةً سديدة، حيثُ تُوجَّه الوصية ممّن هو أكبر سنّاً إلى مَن هو أحدثُ عمراً، وتكون عند الزواج أو السفر والارتحال، الفراق.

المقالات المتعلقة بخصائص النثر الجاهلي