جاهد الزبير بن العوام لإعلاء كلمة الدين و نصرة سيد المرسلين ، فحياته في مكة تحكي لك قصة الثبات على المبدأ، إذ حاول عمه جاهداً أن يرده عن هذا الدين فثبت وقال :لا أكفر أبداً ، وهو اول من سل سيفاً في وجه المشركين في مكة المكرمة ، فقد روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في الفضائل عن هشام عن أبيه قال:إن أول رجل سل سيفه في الله الزبير بن العوام
هذا في مكة المكرمة والمسلون مستضعفون ، ينالهم الأذي ويطارهم أعداء هذا الدين ، اما بعد الهجرة النبوية و إقامة الدولة الإسلامية ، فقد جاء الزبير رضي الله عنه و أرضاه لتثبيت أركان الدولة الإسلامية ، فشارك في كل الغزوات و أبلى بلاءً حسناً
وفي غزوة بدر الكبرى وضع الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير في مقدمة الصفوف وقاتل رضي الله تعالى عنه قتالاً شديداً، وأصيب إصابة بليغة قد تركت تجويفة في كتفه ، كان ولده عبدالله يضع إصبعه فيها وهو صغير يلعب بها
وفي غزوة أحد والظروف عصيبة والأجواء مكفهرة والمشركون يسيطرون على الجبل و يفاجئون المسلمين من الخلف و يفر من فر من المسلمين، تجد الزبير بن العوام رضي الله عنه قد وسط في هذه العمعة حتى النهاية ، ولبى نداء الله ورسوله وجراحه تنزف دماً حمراء الأسد ، فكان من الذين استجابوا لربهم من بعد ما أصابهم القرح
وفي غزوة الخندق جمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه ، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن الزبير قال : كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في اطم حسان ، فكان يطأطئ لي مرة وأطأطئ له مرة فينظر ، فكنت أعرف أبي إذا مر على فرسه بالسلاحإلى بني قريظة ، قال : وأخبرني [[عطف عبدالله بن عمر بن الخطاب على المساكين|عبدالله]] ابن عروة عن عبدالله بن الزبير قال : فذكرت ذلك لأبي فقال : ورأيتني يا بني؟قلت : نعم ، قال : أما والله لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبويه ، فقال: فداك أبي وأمي
أما عن وفاته واستشهاده ، فقد كان الزبير من الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة ، فقد شاء الله تعالى أن يعيش الزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحدوث الفتنة و مقتل عثمان بن عفان ، ويخرج الزبير مع عائشة رضي الله عنهما في عهد علي يطالبان بدم عثمان ، فقابله علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتحدث معه حديثاً ظهر له بعده أن خروجه لم يكن صواباً ، فعاد من فوره إلى داره ، ولم يشارك في القتال، ولكن الشقي عمرو بن جرموز غافل الزبير وهو نائم في داره فقتله غدراً فمات شهيداً وكان ذلك سنة ست وثلاثين للهجرة عن عمر يناهز سبعاً وستين سنة
اقرا المزيد عنقصة الزبير بن العوام
المراجعد. محمد عبدالقادر أبو فارس, 1987. ثلة من الأولين . عمان -الاردن. دار الارقم للنشر والتوزيع
المقالات المتعلقة بجهاد الزبير بن العوام