جزيرة دلما في أبو ظبي

جزيرة دلما أو كما تعرف باسم جزيرة اللؤلؤ، وهي من الجزر التي ذاعت شهرتها منذ فترات طويلة، فهي تملك مكانة خاصّة في تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج، كما أنّها من أقدم الجزر المأهولة بالسكان وذلك منذ 6000 سنة تقريباً، كما أنّ هذه الجزيرة ذات موقع مميّز فيها العديد من نقاط التقاء وانطلاق معظم خطوط الملاحة التي تعبر من مياه الخليج، كما أن هذه الجزيرة تحتوي على العديد من آبار الشرب التي وجدت منذ القدم، وهذا السبب في تسمية هذه الجزيرة بدلما، فقد كانت السفن قديماً تتوقف على تلك الجزيرة للتزود بالماء العذب الوفير، وكان البحارة يعللون توقفهم في هذه الجزيرة بقولهم: نحتاج إلى دلو ماء.

تقع هذه الجزيرة في الجهة الغربية من مدينة أبوظبي على بعد 120 ميلاً بحريّاً، كما أنها تبعد 22 ميلاً بحرياً من الجهة الشمالية لميناء جبل الظنة، وتبعد 17 ميلاً بحرياً عن جزيرة صير بن ياس، وتقدر مساحة الجزيرة بحوالي 42 كيلومتراً مربعاً، ويقدر عدد السكان على هذه الجزيرة بحوالي خمسة آلاف نسمة بحسب الإحصائيّة التي أجريت في العام 2000 ميلادي، كما تُصنّف 60% من مساحة هذه الجزيرة كمناطق جبليّة، وأعلى قمة جبلية فيها يصل ارتفاعها إلى 98 متراً عن سطح البحر، ومما يميز هذه الجزيرة أن تربتها خصبة وطبيعتها جذابة، ومياهها صافية فيروزيّة، كما أنها تحتوي على الكثير من المعالم الأثرية التي تزيد من مكانتها التاريخية والسياحيّة.

قالت شمسة العبري وهي مرشدة سياحيّة: (الجزيرة تتضمن عدداً كبيراً من المعالم التاريخيّة والأثرية والسياحية التي تستحق الزيارة مثل المجلس التجاري، ومجموعة من المباني الدينية الأثرية منها مسجد المريخي، ومسجد الدوسري ومسجد المهندي، وكلها تنتمي إلى العمارة العربية الإسلاميّة)، كما أنها أشارت إلى أنّ الجزيرة تحتوي على قطع أثرية تعود لعصر العبيد وفيها التلال المرتفعة التي توجد عليها بعض من قطع الفخار والخزف والعظام والزجاج وغيرها من القطع الأثريّة، كما أن على هذه الجزيرة متحف دلما للتراث، ويتبع هذا المتحف لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث كونه أحد أهم المعالم على الجزيرة، وهذا المتحف عبارة عن منزل قديم أسس على يد محمد بن جاسم المريخي، وقد اشتهر هذا المنزل بكونه المكان الذي كان المسافرون يتزوّدون منه بالماء والطعام وبعض البضائع الشهيرة مثل الدبس، كما أن هذا المنزل كان مكاناً مخصصاً لبيع وشراء اللؤلؤ، ويتميز المنزل بتصميمه المعماري المذهل، فللمنزل أربع واجهات تتبع للطابع العمراني الأموي، كما أن أدق التفاصيل في المنزل صممت بطريقة مذهلة لتظهر روعة الفن المعماري الأموي.