جزيرة الفصح أو جزيرة القيامة؛ هي إحدى الجزر النائية والمنعزلة في العالم، والواقعة في الجهة الجنوبية من المحيط الهادي، وهي تابعة لدولة تشيلي في قارة أمريكا الجنوبية، حيثُ تبعد عن برها مسافة تقارب 3600كم غرباً، وهي محافظةٌ تضم بلدية واحدة، تتبع لمنطقة فالبارايسو، وتبلغ مساحة جزيرة الفصح حوالي 163.6كم²، أما عن عدد سكانها بحسب آخر إحصائيةٍ متوفرةٍ لعام 2002م، فهو 3.791 نسمة أغلبهم يقطن العاصمة هانجا روا، أما عن أبرز ما يميز الجزيرة فهي المنحوتات الصخرية الموجودة على طول المناطق الساحلية فيها.
تسمية الجزيرةسبب تسمية الجزيرة باسم جزيرة الفصح أو القيامة، فيعود إلى اكتشافها على يد الهولندي ياكوب روجينفين، عام 1722م، في اليوم الذي يُصادف فيه أحد عيد الفصح أو القيامة؛ لذا أُطلق عليها هذه الاسم.
حكاية التماثيل الصخريةتضم جزيرة الفصح مئات التماثيل على شكل وجه إنسان، وجذعه؛ أي من الرقبة حتى أسفل البطن، وبعضها له غطاء دائري حول الرأس، وبعضها الآخر له أذرع، ويبلغ وزن التمثال الواحد منها، ما يزيد عن ستين طناً، ويتراوح طول أغلبها بين ثلاثة أمتار ونصف المتر، إلى ستة أمتار، وبعضها يرتفع إلى اثني عشر متراً، وتتكون تلك المنحوتات العجيبة من الرماد البركاني المضغوط، وبعضها من البازلت، وحتى الآن لم يتمكن أحد من العلماء والباحثين في التاريخ، التوصل إلى حقيقة هذه التماثيل، وقصة انتشارها على الساحل التشيلي في جزيرة القيامة.
في بداية القرن العشرين، تمكن فريق من الباحثين البريطانيين، وآخر فرنسي مع اختلاف فترتي البحث، من التوصل إلى أنّ أحد الشعوب غير المعروفة من العصر الحجري الأخير كان يعيش في الجزيرة، وصنعوا تماثيل صغيرة على شكل إنسان لأسبابٍ مجهولة، ثم استطاعوا بعدها بمئات السنين صنع أضخم منها، لتحصل بعدها كارثة بالجزيرة عام 1680م، فتوقف صنع التماثيل، وهجر السكان الجزيرة إلى حيثُ لا يدري أحد.
يرى البعض أن صنع هذه التماثيل تم من باب تعظيم شأن أسلاف تلك الشعوب التي سكنت الجزيرة قبل قرابة 2500ق.م، ورغم بساطة الأدوات المُستخدمة في النحت في ذلك الوقت، والتي لا تتعدى أن تكون معاول يدويةً حجريةً، فإن دقة نحت تلك التماثيل التي يتجاوز عددها 800 تمثال، تُشير إلى براعةٍ عاليةٍ في النحت، وصلابةٍ في العمل، فمعظم التماثيل ذات أوزانٌ ثقيلة، يُذكر أن السكان الحاليين للجزيرة يُطلقون اسم (مواى) على تلك المنحوتات.
السكان في جزيرة الفصحيعتقد بعض العلماء أنّ شعوب جزر الماركيز الفرنسية استوطنوا في الشمال الغربي من جزيرة الفصح بعد خلوّها من سكانها الأصليين (صُناع التماثيل)، فيما يُشير البعض الآخر إلى أنّ الهنود الأمريكيين أو البولينيزيين استوطنوا الجزيرة، وهم سكان الجزر المنتشرة في المحيط الهادي، وهذه هي الرواية الغالبة، أما النسبة الأُخرى منهم فهي من سكان تشيلي، وتُعتبر اللغة الإسبانية هي اللغة الرسمية في الجزيرة، كما هي في تشيلي، لكن العامة يتحدثون اللغتين الإسبانية، ولغة الرابانوي العائدة إلى البولينيزيين، ويشتغل معظم السكان بشكلٍ رئيسي في السياحة، وإنتاج الصوف.
المقالات المتعلقة بجزيرة الفصح في تشيلي