النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان للنبي محمد عليه الصلاة والسلام بكثير من الصفات والخصال التي جعلته قدوة ومثالاً للعالمين، فقد وقف عليه الصلاة والسلام ومن أول يومٍ بعث فيه حاملاً رسالة ربّه يدعو الناس إليها، ويبلغهم شرائع الدين، متحملاً في طريق دعوته هذه كافة الصعاب والشدائد، لا يبتغي في ذلك أجراً أو مقابل، وإنما يبتغي رضا الله ورحمته.
مواقف لثبات النبي عليه الصلاة والسلام - ثبات النبي عليه الصلاة والسلام في دعوته، فقد حاول المشركون أكثر من مرة أن يثنوا النبي عن دعوته، بالتخويف والترهيب تارة، وبالإغراء والترغيب تارةً أخرى، فعرضوا عليه الملك والمال والسيادة على قومه، فرفض كلّ ذلك، وجاؤوا إلى عمه أبي طالب مرّة لكي يحدثه في أمر الدعوة لعله يثنيه عنها، فكان موقفه الثبات على دعوته، ففي الحديث الذي حسنه الألباني أنّ: (جاءَتْ قريشٌ إلى أبي طالِبٍ فَقالوا: يا أبا طالِبٍ، إنَّ ابنَ أخيكَ يُؤْذِينا في نادِينا وفي مَسجِدِنا، فانْهَهُ عَن أَذَانا، فقالَ: يا عَقيلُ: ائْتِني بِمُحمَّدٍ، فَأَتيتُه بِه، فقالَ: يا ابنَ أَخي، إنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمونَ أَنَّكَ تُؤْذيهمْ، فَانْتَهِ عَن ذلكَ، قال: فَحَلَّقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بَصَرَهُ إلى السَّمَاءِ فَقالَ: أَترَونَ هذِهِ الشَّمسَ؟ قالوا: نعَم، قال: ما أنا بَأَقدرَ علَى أن أَدَعَ لكُم ذلكَ من أن تُشْعِلوا منها شُعْلَةً، قال: فقال أبو طالبٍ: ما كَذَبنَا ابنُ أَخِي، فَارْجِعُوا) [حسن]، فكان موقف النبي الكريم عظيماً في الثبات على أمر الدعوة والرسالة في مقابل الإغراءات والتهديد والوعيد الذي تعرض له.
- ثبات النبي عليه الصلاة والسلام على الأذى والشدة التي كان يلاقيها من قبل الكفار والمشركين، فقد كادوا لنبي الله، ونالوا منه أكثر من مرة، وتعرضوا له بالسب والشتم، فمنهم من كان يضع سلى الجزور على ظهره وهو يصلي، ومنهم من كان يضع القاذورات على بيته، ومنهم من كان يسبه، ومنهم من كان يهدده بالقتل والإيذاء، لكن تلك المحاولات كلها لم تثنيه عن دعوته، ولم تفتّ في عضديه، بل ظل ماضياً في دعوته يحدوه الأمل في أن يخرج الله من أصلاب المشركين من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
- ثباته في وقت الحصار، فقد حوصر النبي مع قومه بني هاشم في شعابهم ثلاث سنين، ولم تثنيه سنوات الحصار تلك عن دعوته.
- ثباته يوم تخلّى عنه أهل الطائف، فخرج النبي عليه الصلاة والسلام يوماً إلى الطائف يدعوها إلى الإسلام لعلها تكون نصيراً له في دعوته، فطرده أهلها، ولقي منهم الصد والأذى، لكنه ظلّ قوياً ثابتاً على دينه ماضٍ في رسالته.
- ثباته في المعارك والحروب، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام أشجع الناس، وأكثرهم ثباتاً، ويوم حنين وقف في أرض المعركة يدعو المسلمين إليه حينما ولّى كثير منهم هاربين، وهو يقول هلموا إلي عباد الله، أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب.