الدم هو المسؤول عن نقل وإيصال المواد والعناصر اللازمة لكل أعضاء الجسم، والأكسجين الذي يحتاجه الجسم وإبداله بثاني أكسيد الكربون، وحتى المواد الغذائية الرئيسية، والأدوية والسموم الموجود داخل الجسد البشري، ويكون المعدّل الطبيعي للدم في جسم الفرد البالغ ما بين 5 و 6 لترات من الدم، ويتناسب حجم الدم بالزيادة والنقصان في الجسم بشكل مرتبط بوزن الجسم.
يتكوّن الدم في الجسم البشري من الماء، بالإضافة إلى كرات الدم الحمراء التي تقوم بالمساعدة في نقل الأكسجين بفضل مادة الهيموغلوبين التي يحتوي عليها، ويتضمّن كرات الدم البيضاء التي تكوّن جهاز المناعة والدفاع عن جسم الإنسان، والعديد من أنواع البروتينات التي تساعد في عملية نقل المواد بالجسم البشري، وللمعرفة، فإنّ البروتينات تلعب دوراً هاماً في عملية تجلط الدم عند الإنسان.
تجلط الدمتجلط الدم هو قدرة الدم الذي يكون بالحالة السائلة على التحول إلى الحالة الصلبة في حالة الإصابة؛ من أجل منع تدفق الدم، وإيقاف النزيف عند الفرد، وتتمّ هذه العملية من خلال مرورها بالعديد من المراحل والسلاسل التي تدار بواسطة مجموعة من البروتينات، والتي تحمل مسمى (بروتينات التخثر). من الاعتيادي أن يحصل تجلط الدم في الجسم فقط عند خروج الدم وتدفقه إلى خارج الأوعية الدموية فقط، ولكن إن حصل التجلط في الأوقات العادية وقام بالتسبب بعمل تجلط في نظام الدورة الدموية المغلقة، فهذا سيؤدّي إلى انسدادات في الأوعية الدموية، وإحداث أضرار كبيرة في مختلف أجزاء وأعضاء الجسم.
هناك العديد من الأمراض التي تتعلق بجلطات الدم، ومنها: مرض الناعور وهو الإفراط في نزف الدم، وهناك الجلطات القلبية، والنوبات الدماغية، وانسداد الأوردة، إلخ، أمّا أعراض تجلط الدم فهي حدوث آلام مفرطة في منطقة الإصابة بتجلط الدم، والألم المفرط في موقع تشكيل الجلطة، وظهور تورمات في منطقة التجلط، ورؤية انتفاخات ذات لون أزرق، والإصابة بالقرحة.
طبياً، وبعد الدراسات، فإن هذه هي المشكلة هي التي تصيب الفرد بالجلطات القلبية، حيث يصيب التجلط أجزاء من القلب بالضرر؛ وذلك نتيجة واضحة لانسداد الأوعية الدموية التي تقوم بنقل الأكسجين إليها، ومن خلال فحوصات تجلط الدم، ويتم خلال هذه الفحوصات تقييم وفحص قدرة البروتينات على تحويل الدم من حالتها السائلة إلى الحالة الصلبة، خلال فترة زمنية لا تتعدى المدة المقياسية المتعارف عليها.
فحوصات تجلّط الدميتم القيام بإجراء فحوصات تخثر الدم في جميع الحالات التي تحتاج التوصل إلى معرفة ومعلومات حول قدرة الدم على التجلط، وإن أكثر الحالات التي تحتاج إلى فحص تخثر الدم تكون دائماً قبل خضوع الفرد لعملية جراحية؛ نظراً لأن العمليات الجراحة تتعامل مع الأوعية الدموية من خلال لمسها وإصابتها، لذلك، فإن علينا التعرف مسبقاً أن البروتينات المسؤولة عن التخثر قادرة على القيام بوظيفتها بالشكل الصحيح؛ لأجل منع حدوث أي نزيف مستمر، ويخرج عن السيطرة داخل غرفة العمليات.
بالإضافة إلى تلك الحالة التي ذكرتها، هناك من يضطر، وخاصة الذين تمت إصابتهم بحالات مثل: الجلطات القلبية التي حدثت جراء تجلط الدم بصورة مفرطة، وهم مجبرون على تناول الأدوية التي تصعب عملية تخثر الدم، مثل: الورفارين، الكلوبيدوجريل، والأسبرين، وهي أدوية من العائلة المسيلة للدم؛ لإتمام إجراء هذا الفحص، واكتشاف مدى جاهزية البروتينات لإنجاز المهمة المطلوبة.
لا يقتصر فحص تخثر الدم على ذلك فقط، بل يتيح فرصة إجراء متابعة لقوة تأثير مسيلات الدم، ويمكن تغيير حجم الجرعات بما يتناسب مع الحاجة لذلك، وإذا كنتم ممن يتناولون أحد تلك الأدوية التي ذكرتها أعلاه، وتريد القيام بإحدى العمليات الجراحية، فعليك حينها التوقف عنها لفترة زمنية قبل العملية أي قبل عدة أيام منها؛ حتى لا يساعد تناولها في حدوث نزيف لا يمكن السيطرة عليه.
أسباب تجلط الدمأسباب أخرى:
في حالة تشكل الجلطات سواء كانت نتيجة حدوث التهابات أو نتيجة مسببات أخرى، فإن الدم المتجلط تنفصل من قوامه أجزاء متجلطة ذات حجم صغير تتجول مع الدم داخل الأوعية الدموية، وتسبب بالضرر لأعضاء الجسم، مثل إتلاف بعض أجزاء الجسم الحيوية مثل الرئة، أو في المخ مثل نقص حاد في كمية الأكسجين المطلوبة في أجزاء معينة بالمخ، والتي قد تؤدي إلى الشلل النصفي أو الغيبوبة في بعض الأحيان.
علاج تجلط الدمالمقالات المتعلقة بتعريف تجلط الدم