الإسلام هوَ دينُ الله تعالى الذي ارتضاه للبشريّة جميعها وجعلهُ الله ديناً يتوافق مع الفِطرة ويتواءمُ معها، وكانَ تبليغ هذا الدين للناس عن طريق الرُسُل الذين يصطفيهم الله تعالى من بينِ خلقه ويختارهُم لهذهِ المهمّة الأعظم في تاريخ البشريّة.
الأنبياء هُم بلا شكّ أعظمُ البشر وأشرفهم وأقربهم لربّهم سُبحانهُ وتعالى، وقد اختارَ الله جلّ جلاله مُحمّداً عليهِ والصلاةُ والسلام ليكونَ خاتماً للرُسُل والأنبياء أجمعين، وأنزلَ معهُ شريعةً شاملةً ودُستوراً خالداً وهوَ القُرآن الكريم؛ ليكون هذا الدين صالحاً لكُلّ زمان ومكان ولكلّ البشريّة، فهوَ الإسلام الذي يُعدّ اليوم من أسرع الأديان انتشاراً في العالم.كما أن الإسلام هوَ دينُ التوحيد والإخلاص لله ربّ العالمين فلا شريكَ معهُ ولا ندَّ ولا ولد، وهوَ سُبحانهُ المتفرّد بصفاتِ الكمال والجلال، والإسلام لهُ أركان لا يكون إلا بها، وهي خمسةُ أركان أصيلة أوّلها شهادة أن لا اله إلاَ الله وأنَّ مُحمّداً رسولُ الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت مع الاستطاعة والمقدرة عليه.
تعريف المُسلمالمُسلم هوَ الشخص الذي يؤمن بأركان الإسلام ولا يُنكر أيّاً منها، فهوَ يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنَّ مُحمّداً رسولُ الله، ويؤمن كذلك بأنَّ الصلاةَ فرضُ من الله تعالى يجب القيام بها، وكذلك يؤمن بالصيام والزكاة والحجّ.
بينما الشخص الذي يُقصّر في أداء هذهِ الفُروض عن تكاسل وتراخٍ منه فلا نستطيع القول بأنّهُ غيرُ مُسلم، بل هوَ مُذنب ذنباً عظيماً عليهِ التوبة منه والالتزام بهذهِ الفُروض على أكملِ وجه.
أما الذي يُنكر ويكفُر ويجحد ولو بواحدةٍ من هذهِ الفُروض والأركان الأصيلة فهوَ بلا شكّ مُرتّدٌ عن دينِ الله كما فعلَ سيّدنا أبو بكرٍ الصديق رضيَ الله عنه عندما قاتلَ الذين أنكروا ورفضوا أداء الزكاة، وهُم الذينَ ارتدّوا عن دينِ الله تعالى، وقالَ رضيَ الله عنهُ قولتهُ الشهيرة : والله لأُقاتلنّ من فرّقَ بين الصلاةِ والزكاة، وفي هذه دلالة واضحةٌ على ارتباط هذهِ الأركان ببعضها البعض.
في قُرون الإسلام السابقة وحتّى في زماننا هذا نجد الذين يُكفّرون الناس جُزافاً بغير وجه حقّ، وهذا من المصائب التي وقعَ بها هؤلاء الناس وهُم الذينَ وُصفوا بالخوارج، فلا يجوز أن يُكفّرَ المُسلِم إلاّ إذا كفرَ بالله وبرسولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام وأنكرَ أركان الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة، وهذا الأمر يُترك للحاكم المُسلِم فهوَ الذي ينظر في أمره ويُقرر، ولا يجوز للناس أن ترمي بعضها بالكُفر على الإطلاق لأنَّ هذا من الأمور الخطيرة التي يجب التنبّه لها.
المقالات المتعلقة بتعريف المسلم