ابن الهيثم هو أبو علي الحسن بن الهيثم البصري، وعُرِف بلقب بطليموس الثانيّ، ويُقدّر بأنّه وُلِدَ في سنة 965م الموافق 354هـ، وتُوفّي في سنة 1029م الموافق 430هـ، وتخصص ابن الهيثم بمجموعة من الدراسات العلميّة والفكريّة، مثل الطبّ الذي حصل على شهادة فيه، والرياضيات، والفلك، ومجموعة من المؤلفات في الهندسة.[١]
نشأة وتاريخ ابن الهيثموُلِدَ ابن الهيثم في مدينة البصرة، وعمل عند مجموعة من حُكّامها، ومن ثمّ تفرغ لدراسة العلوم، وأصبح من العُلماء المُشهورين في العالم العربيّ، وكانت من أمنيات ابن الهيثم تأسيس مشروع للسيطرة على ماء نهر النيل في مصر؛ من أجل توفير الحماية للأراضي المصريّة عند انخفاض منسوب مياه نهر النيل في سنوات معينة، وارتفاعه مُجدّداً في سنوات أُخرى، ووصلت هذه الأمنية إلى والي مصر الحاكم بأمر الله الذي كان حاكماً لمصر في سنة 996 للميلاد الموافق 386 للهجرة، فأرسل دعوة لابن الهيثم حتّى يُسافر إلى مصر، فاستقبله عند وصوله وطلب منه المباشرة بتنفيذ فكرة مشروعه.[٢]
بعد وصول ابن الهيثم إلى الجهة الجنوبيّة من مصر حرص على دراسة نهر النيل، ولكنه أدرك صعوبة تنفيذ المشروع، فعاد إلى الحاكم واعتذر منه، فقبل اعتذاره وكلّفه بمجموعة من المهام والأعمال، كما يُشار إلى أنه بعد مرور مجموعة من القرون تحقّق مشروع ابن الهيثم، والذي يتمثّل في الوقت الحالي بالسد العالي في مصر.[٢]
انتقل ابن الهيثم بعد وفاة الحاكم بأمر الله للعيش بجانب الجامع الأزهر، وعمل في كتابة النسخ من الكُتب العلميّة، ومن ثمّ تفرغ للدراسة وكتابة المؤلفات، كما حرص على السفر إلى مدينة بغداد والعديد من المُدن العربيّة الأُخرى، ولكنه ظلّ يعود إلى مدينة القاهرة التي استمر يعيش فيها طيلة حياته، فتوفي ودُفِنَ فيها عندما كان عمره ما يُقارب 75 عاماً.[٢]
دراسات ابن الهيثمبرزت العديد من الدراسات المهمة لابن الهيثم؛ حيث حرص على دراسة الطبّ، والمنطق، والفلك، وعلم الأعداد، والفيزياء، والبصريات، والموسيقا، والفلسفة، والهندسة، وتأليف الكُتب والمُؤلفات حولها؛[٣] ممّا ساهم في تصنيفه ضمن أهمّ عُلماء ومُفكّري العالم العربيّ، وفي ما يأتي معلومات عن بعضٍ من أهمّ دراساته:
دراسة علم البصرياتاهتمّ ابن الهيثم بعلم البصريات، وحرص على تطويره وتحسينه؛ إذ ساهم في توضيح طريقة الرؤيا، فعارض الفكرة التي تقول أنّ العين يخرج منها شعاع يؤدي إلى الرؤيا، كما حرص على الكتابة في تشريح العين، وشرح الوظيفة الخاصة بكلّ جزءٍ منها، كما وضّح طريقة نظر الإنسان إلى الأشياء من حوله باستخدام عينيه بوقت واحد، فأشار إلى أنّ الشعاع الضوئيّ ينطلق من الأجسام المرئيّة إلى العيون؛ ممّا يؤدي إلى وقوع صورتها على الشبكيّة في العيون.[٣]
درس ابن الهيثم قوّة التكبير الخاصة بالعدسات، وساهم ذلك في أن يكون أول عالم يُؤسّس لفكرة النظارة حول العالم، كما ساهمت أبحاثه في مجال علم البصريات في توفير العلاجات المناسبة لعيوب ومشكلات البصر في العيون، كما يُعدّ ابن الهيثم أول من اهتمّ بدراسة تشريح وأقسام عدسة العين، كما حرص على رسمها بشكلٍ دقيق؛ حيث استفاد الغرب من علومه وتُرجِمَت إلى العديد من اللغات، فمثلاً تُرجمت كلمة القرنيّة إلى (cornea).[٣]
يُعدّ ابن الهيثم أول عالم اهتمّ بصياغة المبادئ الخاصة بآلة التصوير؛ حيث استخدم بيتاً مُظلماً لتطبيق بحوثه وتجاربه حول آلة التصوير، ويدل ذلك على أنّ ابن الهيثم سبق الرسام دافنشي قبل حوالي 5 قرون بتجاربه حول تصميم آلة التصوير، كما اهتمّ بصياغة القوانين الخاصة بالانعطاف والانعكاس، وفسّر سبب انكسار الضوء الناتج عن تأثير الوسائط، مثل الزجاج أو الماء أو الهواء.[٣]
إعداد مبادئ البحث العلميساهم ابن الهيثم في تأسيس أُسس ومبادئ وقواعد البحث العلميّ، وحرص على تطبيقها في جميع الأبحاث والنظريات والتجارب الخاصة به، فاهتمّ بدراسة المُبصِرَات، وتوضيح خصائص الجزئيات، كما بحث في حالة الإبصار، وتابع البحث بالاعتماد على الترتيب والتدرج، وانتقد العديد من المقدمات، وتحفّظ على مجموعة من النتائج، ويدلّ ذلك على أنّ ابن الهيثم كان أول من وضع أُسس البحث العلميّ.[٤]
دراسة حالات القمريُعدّ ابن الهيثم أول من أشار إلى ظهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر، واستطاع تحديد أنّ القمر يحصل على ضوئه من أشعة الشمس، ولا يستطيع أن يوفّر الضوء بشكلٍ ذاتيّ، فتمكّن من الوصول إلى ظاهرة التظليل التي شرح طبيعتها.[٤]
دراسة علم الهندسةاهتمّ ابن الهيثم بالبحث في فروع علم الهندسة اليونانيّة، وعلم الهندسة الجديدة التي طوّرها علماء الرياضيات المسلمين، وشملت هذه الفروع مبادئ الهندسة التي ألّف فيها ابن الهيثم العديد من المُؤلفات، وتطبيقات هندسة القطوع المخروطيّة، وهندسة اللامتناهيات التي كتب فيها مجموعة من الكُتب وصل عددها إلى 12 كتاباً، ولم يظهر منها إلّا 7 كتب.[٥]
مؤلفات ابن الهيثموصل عدد مُؤلفات وكُتب ابن الهيثم إلى أكثر من 160 رسالة ومقالة وكتاباً، وشملت العديد من أنواع المجالات الدراسيّة والفكريّة؛ كالرياضيات، والعلوم، والطبّ، والمناظر، والفلسفة، وغيرها، وفي ما يأتي معلومات عن أهمّ عناوين مؤلفات ابن الهيثم:[٦]
المقالات المتعلقة بتعريف ابن الهيثم