إنَ الأُمة التي لا تقرأ لا خير فيها؛ ولا صلاح لشبابها وأهلها، وسيحيطها التخلف من كل جهة، وسيجعل منها مزويةً ومركونةً بعيداً عن أقلام المؤرخين، أو رواة التاريخ؛ فهي لم تسع للعلم ولا للمعرفة؛ اللتين تُعدّ القراءة وسيلةً مُهمةً إليهما؛ فنرى المدارس تكثر فيها المكتبات؛ لكن لا تحظى تلك الكُتب المتكدسةِ على رفوفها، بنظرة من عيون القُراء من الطلبة، وأياديهم التي تُقلب صفحات الكتب؛ وهذا بالمحصلة ما خرّج أجيالاً متلقيةً للعلوم، عاجزةً عن تحليلها، تملك آفاقاً محدودةً في الحياة في شتى مجالاتها.
إنّ القراءة غذاءُ الروح، ومنبعُ الأفكار؛ لأنّها تُعمق الإحساس بأهمية الحياة؛ وتفتح آفاقاً جديدةً أمام الإنسان القارئ، وكم غيّرت الكتب طريقة تفكير بعض القراء نحو الأفضل، الأمر الذي انعكس إيجاباً على حياتهم اليومية، فغدوا متفائلين، ومُرحبين بالحياة، وتدفّق الخير فيها.
إنّ القراءة سفرٌ دون طائرة، ورحيلٌ لبلاد أٌخرى دون عرباتِ القطار، أو تجهيزٍ للحقائب؛ إنّها رحلةٌ أعمقُ بكثيرٍ ممّا يظنّ الناس؛ فعندما يفتح المرءُ كتاباً لأحد الكُتّاب، من بيئةٍ لا تُشبه البيئة التي يعيش فيها القارئ؛ فإن الأخير يُسافر ذهنياً نحو كل تفاصيل تلك البلاد، التي يُذكرها الكاتب في صفحاته؛ ويتعرف على حياة الشعب الذي ينتمي إليه، ويهتم بنقلها لقراء العالم.
راح خبراء التنمية البشرية، إلى أبعد من ذلك؛ وربطوا تركيز الموظّف في عمله بالقراءة؛ فالموظف الذي يشعر بكثيرٍ من التشتت، وضياع الأفكار أثناء العمل، فاقترحوا عليه أن يقرأ عشرين صفحة من كتابٍ، يشعر بالانسجام مع الأفكار الواردة فيه؛ وذلك قبل توجّهه صباحاً إلى العمل، وسيتفاجئ ذلك الموظف، بتركيزه العالي، وإبداعه في أداء المهمات الصعبة، فقط لأنّه قرأ صفحاتٍ من أحد الكُتب.
ينصح الخبراء في علم النفس؛ بقراءة الكتب لا سيما قبل الخلود إلى النوم؛ كعلاجٍ للاكتئاب، والشعور بالضيق، والتوتر؛ فالقراءة تخفف الحزن، وتبعث في النفس راحةً لا تضاهيها راحة، وتدفع إلى الاسترخاء، وتطرد الوساوس والأفكار السلبيّة.
إنّ الحياة اليومية تُغرق البشر في المشاكل والضغوطات، وكثيراً ما يعجزون عن إيجاد الحلول لبعض قضاياهم؛ فيما قد تمدّهم قراءة الكتب بالحلول التي يبحثون عنها؛ إمّا بالإلهام من أحداث روايةٍ مُعينة، أو أن أثر الكتابة عليهم بطرد التوتر، أزاح الستار عن بعض الحلول فاتضحت أكثر، وعندما يقرأ الإنسان تتوسع مداركه العقلية، ويرى الحياة من زاويةٍ أفضل.
تتعدد مجالات الكُتب المقروءة بين الرواية، والشعر، والخواطر أيضاً، وبين كُتب السيرة الذاتية، والكُتب العلمية، أو كُتب علم النفس والتنمية البشرية، إلى جانب كُتب التاريخ، والاقتصاد، والسياسة، وكتب الأطفال، وعلوم التربية، وكُتب الخطط الإدارية، وتنمية الموارد البشرية وغيرها من بحور العلم الأُخرى.
المقالات المتعلقة بتعبير عن فوائد القراءة