مشكلات الشباب الشباب هم عماد الأمة، وهم حاضرها ومستقبلها، وأمنها في حربها وسلمها، وبضياعهم ستضيع الأمة، وهم أكثر فئات المجتمع عرضةً لمواجهة المشاكل المختلفة نظراً لكونهم الأكثر انفعالاً وتفاعلاً مع المجتمع، وهم كذلك معرّضون بشكل أكبر للتأثر بالمغريات الكثيرة التي من حولهم، وكذلك للانحراف والتقليد الأعمى للأخرين، من المهم جداً تسليط الضوء على المشاكل المختلفة التي تواجه الشباب.
مما لا شك فيه بأن طبيعة المجتمع بمختلف مجالته الفكرية، والسياسية، والتربوية، والاقتصادية، لها دور كبير وأساسي في تحديد طبيعة المشاكل التي ستواجه الشباب؛ لأنّها تعمل على تكوين شخصياتهم المختلفة بالإضافة إلى مستوياتهم الفكرية والتربوية، والتي تحدد جميعها مدى المعاناة النفسية والمادية التي سيواجهونها، ومن هذه المشاكل، ما يلي:
- توهم الإصابة بالأمراض المختلفة نتيجةً لوسواس العناية بالنفس والجسد، ويمكن أن تظهر هذه التوهمات نتيجةً وجود ميول عدائي داخلهم، بالإضافة إلى الفشل بالحياة، ووجود مشاكل في الأداء لديهم، مما يجعلهم يؤنبون أنفسهم ويشعرون بالضعف والمرض.
- الانعزال عن الآخرين والشعور بالاكتئاب والتردد والخجل، وهذا الأمر قد يكون ناجم عن العادات الأسرية غير السليمة كالكبت الدائم لرغبات الأبناء وحاجاتهم، وكذلك ثقافتهم التي تمنع من ممارسة الهوايات والتي تعتبرها عاملاً من عوامل إضاعة الوقت، بالإضافة إلى الفقر والتعنيف الأسري.
- احلام اليقظة والتخيلات غير الواقعية، بحيث يتم اللجوء إليها للهرب من الواقع الصعب الذين يعيشونه إلى الخيال الذي يحقّق لهم كافة أمالهم وطموحاتهم، ويمكن أن يسبب ذلك بعزله عن العالم الحقيقي والأصدقاء الواقعيين واستبدالهم بالوهميين، فالحالم يقوم بتأليف القصص في خياله التي ترضيه وتجعله يحصل على شخصية جميلة يقدّرها الجميع، وهي تكثر بين المراهقين وتشكل خطراً على نموهم العقلي والنفسي.
- التصرف بشكل عدائي وعدم احترام الآخرين، واستخدام الألفاظ البذيئة وغير المناسبة، وهذا الأمر يرجع إلى التربية غير السليمة والفشل سواء كان على الصعيد الدراسي أو الصعيد العاطفي والاجتماعي.
- تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية والإدمان عليها، وهذا الأمر يعد الأخطر على الشباب وحياتهم ومستقبلهم، فهي تدمر كافة مجالات حياتهم الصحية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، ويجعلهم يسلكون سلوكيات خاطئة ومنحرفة.
- التدخين، والذي يعد من أكثر الأمور انتشاراً بين فئة الشباب والمراهقين، وهو يسبب العديد من الأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وقد يكون سبب اللجوء إلى التدخين يعود للاعتقاد الخاطئ بأنّ التدخين هو من علامات الرجولة، أو لتقليد الكبار منذ الصغر، أو للترويح عن مشاكلهم التي يواجهونها في حياتهم اليومية، أو بسبب تأثير الآخرين وتقليدهم.
- الانحراف الجنسي، بحيث إن الأمور الجنسية تلقى الحصة الأكبر من الرفض والكبت والتقييد، ويكون لدى الشاب أو المراهق في هذا العمر طاقة جنسية عالية يجب أن يتمّ التعامل معها بالشكل الصحيح، كتسهيل الزواج وممارسة الأنشطة الاجتماعية، والرياضات المختلفة، بالإضافة إلى الفنون.
- البطالة، وهي مشكلة منتشرة بشكل كبير لدى فئة الشباب، والتي تؤدي إلى إصابتهم بالاكتئاب والشعور بالفشل بالرغم من حصولهم على الشهادات التي عانوا كثيراً من أجل الحصول عليها، وهذا كله يدفعهم إلى اللجوء لطرق غير سوية لكسب رزقهم وتكوين حياتهم، أو يدفعهم للاستسلام والانعزال عن العالم الخارجي، ويجب أن يتم حل هذه المشكلة من خلال توفير فرص عمل للشباب والاهتمام بطاقاتهم واستغلالها بالشكل السليم.