وقت الفراغ من أكثر التّحديات التي تواجه الإنسان في أوقات العطلات هي كيفيّة التّعامل مع وقت الفراغ، وكيفيّة استغلاله بشكلٍ سليم، فالفراغ وخاصّة عندما يكون كبيرًا يشكّل عبئًا ماديًّا ونفسيًّا على الإنسان، فالإنسان المفترّغ يفكّر كثيرًا في تلبية شهواته وملذّاته بسبب عدم وجود شيءٍ يشغله، كما تراه في حالة نفسيّة سيّئة؛ بسبب أنّه لا يوجد بين يديه عملٌ يقوم به أو هدفٌ يسعى إليه، وحتّى يتخلّص الإنسان من هذه السّلبيّات عليه أن يعرف كيفيّة قضاء أوقات الفراغ واستغلالها، فكيف يكون ذلك؟
منهج استغلال وقت الفراغ - أن يتتبّع الإنسان مواهبه ويحرص على استثمارها في أيّام العطل، فالإنسان في الأحوال العاديّة يكون منهمكًا في أعماله وانشغالاته، وبالتّالي يكون من الصّعب عليه أن يجد وقتًا يتمكّن فيه من تنمية مواهبه ومهاراته وإظهارها، بينما يكون وقت العطلة فرصة حقيقيّة لتحقيق ذلك، من خلال توفّر الفراغ الذي يعتبر بيئة محفّزة للإبداع، وإظهار المواهب لمن يريد ذلك.
- أن يسعى الإنسان إلى تنظيم أوقاته في أيّام الفراغ والعطلة، من خلال وضع جدول وبرنامج يوضّح فيه بدقّة ما يريد أن يقوم به من أعمال، وفق جدولٍ زمني متوقّع، وإنّ تنظيم المهام في أوقات الفراغ وفق جدول وبرنامج محدّد ممّا يضمن استغلال وقت الفراغ الاستغلال المثل، كما يضمن عدم ضياع الوقت.
- أن يسعى الإنسان وخاصّة إذا توفّرت له قدرةٌ مادّيّة على اغتنام وقت الفراغ بتنظيم رحلة عمرة إلى الدّيار المقدّسة، أو أن ينظّم رحلة سياحيّة إلى بلدانٍ مختارة، وإنّ من شأن الرّحلات السّياحيّة أن تضفي المتعة والتّشويق والتّجديد على حياة الإنسان الرّتيبة، كما تكون رحلات العمرة فرصة لتجديد إيمانيّات الإنسان وتوثيق علاقته بربّه جلّ وعلا.
- أن يشارك الإنسان في الأعمال الخيريّة التي قد تكون بشكلٍ فرديّ أو جماعي، فالشّكل الفردي يكون من خلال تطوّع الفرد بنفسه للقيام بأعمال الخير وخدمة النّاس، أمّا الشّكل الجماعي فيكون من خلال انخراط الإنسان في جمعيّات خيريّة يتعاون فيها مع مجموعةٍ من المتطوّعين، ومحبّي الخير من أجل تحقيق أهداف وغاياتٍ سامية.
- أن يشارك الإنسان في النّوادي التي تتضمّن مرافق صحيّة يتمكّن فيها الإنسان من ممارسة الرّياضات الجسديّة والرّوحيّة، كما توفّر بعض النّوادي فرصة للتّعارف وبناء العلاقات الاجتماعيّة الإيجابيّة مع النّاس.
- وأخيرًا يكون وقت الفراغ فرصة سانحة لقراءة الكتب والمطالعة النّافعة التي تزيد ثقافة الإنسان وعلمه، فربّ كتابٍ لم يلقِ له النّاس بالًا غيّر حياة إنسان فقد الأمل في لحظةٍ من اللّحظات.