هو أحمد محمد عرابي محمد وافى محمد غنيم عبد الله الحسيني، والدته فاطمة بنت سليمان بن زيد، حيث تجتمع أمه مع والده في الجد الثالث عشر لهما وهو إبراهيم مقلّد أو العارف بالله السيد صالح، وهو أقدم من قدم إلى مصر من العراق في منتصف القرن السابع للهجرة وينتمي كذلك إلى نسل الإمام موسى الكاظم والذي يتبع سلالة الإمام علي بن أبي طالب ابن فاطمة الزهراء.
وُلد أحمد عرابي في محافظة الشرقية المصرية في قرية هرية رزنة، وكان ترتيبه الثاني بين إخوته فقد أرسله والده الذي كان عميد القرية لتعلم الدين فقد تعلّم القرآن الكريم، ومن ثم أرسله والده إلى صراف القرية، والذي كان يسمّى ميخائيل غطاس لتعليم العمليات الحسابية والكتابية، ومكث عنده مدة خمس سنوات أتمّ فيها أحمد العمليات الحسابية، والقراءة، والكتابة، وعند بلوغه الثامنة أرسله أبوه إلى الأزهر الشريف بطلب منه في عام 1849م، فقد مكث فيه ما يقارب أربع سنوات أتمّ فيها حفظ القرآن الكريم وأجزاء من الفقه والتفسير، وفي عام 1849 تُوفي والده بعد إصابته بوباء الكوليرا حيث كان عمره آنذاك 63 عاماً.
أمر سعيد الخديوي بإلحاق أبناء الأعيان والمشايخ بالخدمة العسكريّة وذلك من أجل المساواة بين الشركس والمصريين، فالتحق أحمد بالخدمة العسكرية، فقد كان ضابط صف برتبة أمين بلوك، وبعد أربع سنوات من خدمته استطاع أن يصل إلى رتبة ملازم ثاني من خلال نظام الترقية بالامتحانات، ومن ثمّ توالت ترقيته في العسكرية حتى أصبح قائم المقام فأصبح نقيباً وهو في العشرين من عمره، وشارك كذلك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة، واستمرّت ترقيته العسكرية فوصل رتبة الأمير أي ما يعادل عقيداً.
كان سعيد باشا يثق في عرابي كثيراً فكان يشركه في المناورات الحربية، ووزادت صلته بسعيد باشا فأهداه كتاباً عن تاريخ نابليون بونابرت مكتوباً باللغة العربية، وبعد وفاة سعيد الخديوي خلفه إسماعيل حيث سادت أجواء التفرقة بين الشراكسة والمصريين في الجيش، واختلف عرابي مع خشروا باشا الذي عمل على إقالته بسبب شراسة خلقه، ولكن الخديوي عمل على إعادته بعد أن طلب منه عرابي أن يعمل في المجال المدنيّ فعيّنه الخديوي محافظاً وأوكل إليه العديد من المهام، ومن ثم أُعيد إلى الجيش في العام 1288هـ.
تشكّلت حكومة مصرية جديدة برئاسة محمود البارودي حيث تمّ تعيين عرابي ناظراً للجهادية أي بمقام وزيراً للدفاع، وقد قوبلت نظارة الباردوي في كافّة الدوائر العسكرية بالارتياح؛ لأنّها كانت تحقيقاً لرغبة الأمة، فأُعلن الدستور وصدر المرسوم الخديوي في العام 1882م، ولم يدم هذا الاستقرار طويلاً فقد نشب خلاف بين الخديوي ووزارة البارودي بسبب خلافات حول تنفيذ الأحكام العسكرية، وظهرت شخصيتان في هذا الخلاف هما: السلطان عبد الحميد الثاني الذي كان على علاقة مع عرابي سراً وكان يحثّه على الوقوف إلى جانبه في وجه التدخّل الأوروبي في البلاد، أمّا الشخصية الثانية التي ظهرت هي توفيق الخديوي والذي أبدى كرهه لعرابي.
المقالات المتعلقة ببحث عن أحمد عرابي